كتب محرر الشؤون السياسية :
مؤاب – يبدو ان اية تغييرات في الاردن باتت في حالة التجميد بعد اعلان الملك في لواء الرصيفة خلال لقائه وجهائها ، ومن قبله رئيس الوزراء بشر الخصاونة في الجامعة الاردنية ، ان الانتخابات النيابية المقبلة في موعدها نهاية العام المقبل وان اي حل للبرلمان لم يعد ممكنا خلال هذا العام ، ما يرتب سيناريوهات سياسية جديدة خرج من حسبتها البرلمان.
غير ان وضع الحكومة مختلف قليلا فمن تسريبات التعديل والتغيير التي نفى رئيس الوزراء اجرائها في اكثر من مناسبة وحالة التذمر الشعبي من نتائج اعمال الحكومة فضلا عن ضعف الحكومة نفسها الترويج لها وبعدها عن المشهد واتساع فجوة الثقة مع الشارع ما قد يدعو صاحب القرار جلالة الملك معاودة التفكير في ايجاد البديل ان لم يكن قرر ذلك اصلا.
المؤشرات الاقتصادية والسياسية وحالة الهمس بين صفوف النخبة تؤشر على وجود بدائل للحكومة يمكنها تصريف أعمال الحكومة الى حين اجراء الانتخابات في الشتاء المقبل وهو ما قد يكون خيارا ممكنا ، علاوة على وجود ملاحظات جوهرية على اداء عدد من الوزراء وهو ما قد يعجل في انتهاء مرحلة حكومة الخصاونة التي تجاوزت عامين ونصف من عمرها.
اذن ، فالملك تحدث عن بقاء البرلمان ولم يتحدث عن بقاء الحكومة وهو صاحب القرار الدستوري اضافة الى العديد من الاشارات التي يمكن ان تتطلب تحركا سريعا ومنها عدم تفاعل الحكومة العمل على منظومة التحديث السياسية والاقتصادية والادارية ، لان النتائج على الارض بطيئة من جهة واستجابة الشارع لها ضعيفة ايضا من جهة اخرى.
وبالمحصلة ، لا يوجد رهان على بقاء الحكومة وهي قيد التقييم الملكي ما يشير الى ان بقائها على سدة العمل محكوم بالنتائج على الارض ، فضلا عن تأجيل البت بالعديد من الملفات لاعتبارات وطنية يعتقد ان انها انتهت بعد عيد الاضحى المبارك.
بيد ان البدائل الممكنة للحكومة يمكن ان تكون موجودة وقيد التمحيص والتحري الا انها قد يكشف الستار عنها قبل نهاية الشهر الحالي او بداية الشهر المقبل خاصة بعد التركيز على اهمية انجاح ملف الاحزاب السياسية ،الخيار القادم للحكومات ومحاولة رفع قدرة الاقتصاد الوطني والنهوض بالاستثمار وجذبه وهو ما يواجه العديد من المعيقات التي لم تلق الحكومة لها بالا خلال العامين الماضيين.
وعلى العموم تأمل الحكومة بابقاء الامور على حالها للحصول على الفرصة الاخيرة من خلال الجولات والزيارات وحالة الاحتكاك الوطني لتسويق برامجها مع الشباب والتيارات السياسية والاجندة الوطنية ما يثير التساؤلات حول ،هل تأخرت الحكومة في ترتيب اوضاعها الداخلية ؟، وهل تستطيع كسب الوقت واقتناص الفرصة رغم ان الاوضاع ما تزال مهيأة ؟ اضافة الى انها هل تحتاج الشعبوية الان في شرح مضامين نتائج اعمالها للناس قبل فوات الاوان؟.
فصالونات السياسة وبرامج الحكومة تشير الى انها كانت بعيدة عن الناس ويلاحقها النقد في اية مسألة وهو ما يؤكد على ان الخيارات القادمة باتت تطبخ على نار هادئة ، وربما انتهت المرجعيات من انضاجها بانتظار الاعلان.