الماء الهيدروجينيّ: مشروب معجزة أم خرافة مبالغ فيها؟

مشاركة

مؤاب - لا يختلف اثنان على أن الماء هو الخيار الأفضل للحفاظ على ترطيب الجسم، ومع ذلك تزعم بعض شركات المشروبات أن إضافة عناصر مثل الهيدورجين إلى الماء بإمكانه أن يعزز الفوائد الصحية.

 

اكتسب #الماء الهيدروجيني شهرة ورواجاً في السنوات الأخيرة حيث يؤكد مؤيدوه أنه يقدّم فوائد صحية متنوعة بدءًا من تحسين الأداء الرياضي وصولاً إلى تأثيراتها المضادة للشيخوخة. لكن قبل الغوص في تفاصيل هذه الظاهرة، سنتعرف على خصائص هذا المشروب وفعاليته، وهل يحقق فعلاً نتائج ايجابية أم أنه مجرد اتجاه آخر مبالغ فيه في عالم الصحة؟

 

ما هو الماء الهيدروجينيّ؟

 

الماء الهيدروجيني هو ببساطة ماء تم حقنه بالهيدروجين الجزيئي. هو غاز من دون لون ولا رائحة، وغير سام، يرتبط بعناصر أخرى مثل الأوكسجين والنيتروجين والكربون لتكوين مركبات مختلفة، بما في ذلك سكر المائدة والماء.

 

تتكوّن جزيئات الماء من ذرتين من الهيدروجين وذرة واحدة من الأوكسجين، لكن البعض يدعي أن إضافة الهيدروجين إلى الماء يمنحه فوائد لا يمكن للماء العادي توفيرها.

 

في المقابل، يعتقد أن الجسم لا يستطيع امتصاص الهيدروجين الموجود في الماء العادي بشكل فعال، لأنه مرتبط بالأوكسجين، وفق ما نشر موقع Healthline.

تدعي بعض الشركات أنه عندما يُضاف الهيدروجين الزائد إلى الماء، تصبح جزيئات الهيدروجين "حرة" وأكثر قدرة على الوصول إلى جسمك والاستفادة منها. يتم تصنيع هذا المنتج عن طريق ضخ غاز الهيدروجين في الماء النقي قبل تعبئته في علب أو أكياس.

يمكن أن تكون مياه الهيدروجين باهظة الثمن - حيث تبيع إحدى الشركات الشهيرة عبوة تحتوي على 30 علبة سعة 8 أونصات (240 ملل) مقابل 90 دولارًا ، وتقترح على المستهلكين شرب ثلاث علب على الأقل يوميًا.

 

بالإضافة إلى ذلك، تُباع أقراص الهيدروجين التي تُضاف إلى الماء العادي أو الغازي عبر الإنترنت وفي متاجر الأغذية الصحية.

يُسوّق ماء الهيدروجين على أنه يقلل الالتهابات، ويعزز الأداء الرياضي، وحتى يبطئ عملية الشيخوخة.

 

وبما أن الأبحاث في هذا المجال محدودة، هذا ما يدفع العديد من خبراء الصحة إلى التشكيك في فوائدها المفترضة.

 

هل يفيد الصحّة؟

 

على الرغم من أن الدراسات البشرية حول فوائد ماء الهيدروجين محدودة، إلّا أنّ العديد من التجارب الصغيرة أظهرت نتائج واعدة.

 

فوائد مضادّة للأكسدة

 

تساهم الجذور الحرة وهي جزيئات غير مستقرة في الإجهاد التأكسدي الذي يعتبر سبباً رئيسياً للأمراض والالتهابات.

يعمل الهيدروجين الجزيئي على محاربة الجذور الحرة في الجسم ويحمي خلاياك من تأثيرات الإجهاد التأكسدي.

في دراسة استمرت ثمانية أسابيع وشملت 49 شخصاً يتلقون علاج الإشعاع لسرطان الكبد، طُلب من نصف المشاركين شرب 51–68 أوقية (1500–2000 ملل) من الماء الغني بالهيدروجين يومياً.

 

في نهاية التجربة، شهد أولئك الذين تناولوا الماء الغني بالهيدروجين انخفاضًا في مستويات الهيدروبيروكسيد - وهو مؤشر على الإجهاد التأكسدي - وحافظوا على نشاط مضاد للأكسدة أكبر بعد العلاج بالإشعاع مقارنةً بمجموعة التحكم.

 

مع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد ما إذا كان شرب الهيدروجين يقلل من آثار الإجهاد التأكسدي لدى الأشخاص الأصحّاء وأولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة.

متلازمة التّمثيل الغذائيّ

 

متلازمة التمثيل الغذائي هي حالة تتميز بارتفاع مستوى السكر في الدم، وزيادة مستويات الدهون الثلاثية، وارتفاع الكولسترول، والدهون الزائدة في منطقة البطن.

 

تُشتبه الالتهابات المزمنة في كونها عاملًا مساهمًا في هذه الحالة.

تشير بعض الأبحاث إلى أن الماء الغني بالهيدروجين قد يكون فعالاً في تقليل علامات الإجهاد التأكسدي وتحسين عوامل الخطر المرتبطة بمتلازمة التمثيل الغذائي.

 

في إحدى الدراسات التي استمرّت 10 أسابيع، طُلب من 20 شخصًا تظهر عليهم علامات متلازمة التمثيل الغذائي شرب 30-34 أوقية (0.9-1 لتر) من الماء المشبع بالهيدروجين يوميًا.

 

في نهاية التجربة، ظهر عند المشاركين انخفاض ملحوظ في مستويات الكولسترول الضار والكولسترول الكلي، وزيادة في مستويات الكولسترول الجيد ونشاط مضاد للأكسدة أكبر، وانخفاض في مستويات علامات الالتهاب مثل TNF-α.

يفيد الرياضيّين

 

يروّج العديد من الشركات للماء المشبع بالهيدروجين كوسيلة طبيعية لتعزيز الأداء الرياضي.

قد يستفيد الرياضيون من هذا المنتج من خلال تقليل الالتهابات وإبطاء تراكم اللاكتات في الدم، والذي يُعدّ علامة على تعب العضلات.

وجدت دراسة شملت عشرة لاعبي كرة قدم أنّ الرياضيين الذين شربوا 51 أوقية (1500 ملل) من الماء المشبع بالهيدروجين شهدوا مستويات أقل من اللاكتات في الدم وانخفاضًا في تعب العضلات بعد التمرين مقارنةً بمجموعة الدواء الوهمي.

 

ومع ذلك، فإنّ هذا المجال من البحث لا يزال جديدًا نسبيًا، وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لفهم كيفية استفادة الرياضيين بشكل كامل من شرب الماء المشبع بالهيدروجين.



 

هل علينا شربه؟

صحيح أن الأبحاث حول آثار الماء المشبع بالهيدروجين تظهر نتائج إيجابية، إلّا أنّ الدراسات الأكبر والأطول تعتبر ضرورية قبل الوصول إلى استنتاجات نهائية.

من المهم أن نعرف أنّ الماء المشبع بالهيدروجين معترف به عموماً على أنّه آمن من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية، ما يعني أنّه معتمد للاستهلاك البشري ولا يُسبب أيّ ضرر.

 

علاوة على ذلك، لا تزال نجهل كمية الماء الهيدروجيني التي نحتاج إلى استهلاكها للحصول على فوائدها المحتملة.

الكلمات المفتاحية