وقفات على تعليمات التدريب الجديدة للمقيمين..بقلم الدكتور طارق التميمي أمين سر نقابه الاطباء

مشاركة

مؤاب - مما لا شك فيه أن من أهم محطات الحياة المهنية لدى الأطباء هي فترة الاقامة والتدريب لغايات الإختصاص ومما لا شك فيه أيضاً أن صعوبة هذه المرحلة تبقى راسخة في ذهن كل مقيم ومقيمة وفي زاوية خاصة لدى العقل أشبه ما تكون بالصندوق الأسود أينما كان التدريب وأينما كان مركزه ذلك لأن حياة الطبيب والطبيبة فترة الاقامة تعتريها الكثير من الصعوبات منها ما تفرضها طبيعة المرحلة وطبيعة الاختصاص ومنها ما نفرضها نحن البشر على بعضنا البعض... وإذا ما تساءلت لماذا نحن هكذا تأتيك

 الإجابه : "انه الكل ماكل هوى يا هيك يا منشوف غيرك"

وعلى مدى سنوات طوال من تطبيق تعليمات صادر من المجلس الطبي الأردني تطبق على المقيمين في كل المستشفيات التعليمية والمراكز التدريبية فإنه لابد مع هذه الفترة الطويلة من التطبيق ظهرت العديد من السلبيات التي تشكل في مجموعها تغذية راجعة تجعل لصاحب القرار المشروعية بأن يقيم تعديلاً على التعليمات انصافاً للطبيب والمركز التدريبي وللمهنة وللمريض كل على حد سواء.. فهذا هو الهدف المنشود من أي تعليمات وأي تشريع على العموم.

ومع ذلك جاءت التعليمات الجديدة التي وضعها المجلس الطبي الأردني في آخر تحديث لها غريبة عجيبة منسلخة عن الواقع ولم تعكس ايَّ تغذية راجعة مدروسة عن حياة المقيمين... وحتى لا أكون متجنّياً أو غير دقيق لعلها احتوت في بعض موادّها على إضافات جيدة فيما يخصّ البرامج التعليمية لكل تخصص إلا أنها تناولت وبغلظة شديدة موضوع الإجازات المتاحة ولا أقول الممنوحة (وثمة فرق بين الكلمتين ) وبشكلٕ لا يمكن تداركه في كثيرٍ من الحالات الإنسانية التي يمكن لأي طبيب أو طبيبة أن يمرّا بها أثناء فترة الإقامة والتي هي في حدها الأدنى أربع سنوات وهناك الخمس والست سنوات وتلك ليس بالفترات القليلة من العمر.... إذ أنه في تلك الفترات الزمنيه من الطبيعي جداً أن تكون هناك تغيرات اجتماعية في حياة الطبيب يكون لها انعكاسات مباشرة او غير مباشرة على أدائه أثناء الإقامة ولكنها تغيرات مشروعة عرفًا وقانونًا واجتماعياً وليس كلها قابلاً للتأجيل.

وليس ذلك فحسب وإنما أغفلت تلك التعليمات مادة كانت موضوعة في النسخة القديمهدة حول تقييم البرامج التدريبية لدى المستشفيات والمراكز التدريبية المختلفة ولن تجعل هناك اي نافذة للمقيم يتظلم من خلالها حول أي أمر قد يطرأ عليه في المكان الذي يتدرب به وأنا بذلك لا احلم ولا أتطلع الى شيء بعيد إذ أنه بما أننا شهدنا تعليمات جديدة فلا أقل أن تكون هذه التعليمات عصرية ومحيطة قدر الإمكان في بلد ازدهر فيه الطب ووضع الاردن على خارطة العالم في مراحل متقدمة من هذه الزاوية.. أعني زاوية التدريب الطبي والانجازات الطبية.

هناك عدة نقاط يجب مراجعتها ونقاط يجب إضافتها والحديث عنها وطلب التغيير فيها مشروعاً استناداً على التعليمات نفسها التي ذكرت ان للمجلس وأعني بذلك المجلس الطبي أن ينظر فيما يعرض عليه حول هذه التعليمات.

سنعمل على إجراء التعديل المطلوب على هذه التعليمات بكل ما أوتينا من قوة لأن بقائها بهذا الشكل غير مقبول وفيه ظلم كبير للطبيب المقيم وهذا ما لا نقبل به ابدا. 

إن خلق جوّ مهني تدريبي وتعليمي في كل المواقع له أمر منشود لجميع العاملين في القطاع الصحي لما فيه انتاجية عالية وظروف انسانية تحفظ للطبيب مكانت وكرامته.

 

الكلمات المفتاحية