في يوم المرأة العالمي : المرأة انشودة المجد وقوة النهضة بقلم الاستاذ الدكتور هاني النوافلة، امين عام المجلس التمريضي الاردني

مشاركة

المرأة: أنشودة المجد وقوة النهضة

في حضرة هذا اليوم البهيّ، الثامن من آذار، ترتقي الكلمات وتتسامى المعاني إجلالًا للمرأة، التي كانت وستظل أيقونة العزم، وسيدة الحلم، وصانعة الحضارات. إنه يوم تتجلّى فيه أسمى معاني النضال، يومٌ خُطّت فيه الحروف بمداد التضحية، وسُطّرت في صفحاته بطولاتٌ لا ينكرها التاريخ.

ليست المرأة مجرد نصف المجتمع، بل هي قلبه النابض، وروحه الوثّابة، ونوره الذي لا ينطفئ. هي الأم الحانية، والمعلمة الحكيمة، والطبيبة الماهرة، والممرضة المخلصة، والقائدة الملهمة. هي من تنسج من خيوط الأمل مستقبل الأوطان، ومن دموعها تصوغ دروب العزّة والمجد.

في هذا اليوم، نقف احترامًا لكل امرأة ناضلت ضد قسوة الظروف، لكل من كسرت قيود التقاليد العقيمة، ولكل من وقفت كالصخر في وجه رياح التحديات. فالمرأة ليست كائنًا هشًّا يُستجدى له الحق، بل هي نهرٌ جارف من الإرادة، وجبلٌ شامخ لا تهزّه العواصف.

وإن كان لكل ميدان بطلته، فإن التمريض قد أهدى للعالم جيشًا من النساء اللاتي كرسن حياتهن لخدمة الإنسان، متحديات كل الصعاب، حارساتٍ للأرواح، وساهراتٍ على راحة المرضى. إنهن الملاك الذي يخفّف الألم، واليد التي تربت على كتف الموجوع، والدرع الذي يتصدى لكل أزمة صحية تعصف بالمجتمعات.

في لحظات الضعف، وفي أروقة المستشفيات، وبين صراع الحياة والموت، تظهر الممرضة كرمز للتفاني، تسابق الزمن، لا تكلّ ولا تملّ، مدفوعة بإيمانها العميق برسالتها الإنسانية. ولطالما أثبتت المرأة الممرضة أنها ليست مجرد عنصر في المنظومة الصحية، بل روحها وقلبها النابض، وهي التي وقفت في الخطوط الأمامية في أصعب المحن، متسلّحة بالعلم والخبرة والقلب الكبير.

وعلى هذه الأرض الطيبة، سطعت شمسٌ منيرة في سماء العطاء، تحمل بين طياتها حُلمًا ساميًا ورسالة خالدة. إنها صاحبة السمو الملكي الأميرة منى الحسين، التي كانت، ولا تزال، شعلةً من نور تسطع في درب التمريض، داعمةً للمرأة الأردنية، مؤمنةً بقدرتها على رسم ملامح المستقبل الصحي للأردن.

هي التي رأت في التمريض رسالةً لا مهنة، وفي الرحمة قوّة لا ضعفًا، فكانت اليد التي امتدت لترفع شأن هذا القطاع، والرؤية الثاقبة التي استشرفت مستقبله المشرق. بجهودها، تحوّل التمريض في الأردن إلى نموذج يحتذى به في العالم، وأصبحت المرأة الممرضة رمزًا للكفاءة والريادة، تسير بخطى واثقة على درب الإنسانية، مستمدةً من دعمها إلهامًا لا ينضب.

وإننا في الأردن، حيث للمرأة شأنها الرفيع ودورها الفاعل، نفخر بإنجازاتها التي لا تُعدّ ولا تُحصى. فقد كانت وما زالت سيفًا مشرعًا في وجه كل تحدٍّ، حاضرةً في ميادين السياسة، والاقتصاد، والعلوم، والصحة، والتعليم. ولم يكن قطاع التمريض استثناءً، فقد صنعت المرأة الأردنية فيه معجزاتٍ من التفاني، وكانت الصوت الدافئ الذي يبعث الأمل في أروقة المشافي.

إن دعم المرأة ليس خيارًا بل ضرورة، وليس منّة بل واجب، فهي عماد الأسرة، وعصب الاقتصاد، وأساس المجتمع القوي. إن تمكينها وتمهيد الدروب أمامها ليس رفاهية، بل ركن أساسي من أركان النهضة الحقيقية. فالمرأة الأردنية لم تكن يومًا متفرّجة على صنع التاريخ، بل كانت دومًا من صُنّاعه.

في هذا اليوم، نرفع الصوت عاليًا لنقول: للمرأة كل الإجلال، لكل أمٍّ علّمت أبناءها معاني العزّة، لكل أختٍ كانت سندًا، لكل زوجةٍ كانت شريكة كفاح، لكل ابنةٍ صنعت الفخر، ولكل ممرضةٍ كانت بلسم الجراح.

ختامًا، وفي يوم المرأة العالمي، نقف كأردنيين نفاخر العالم بالمرأة الأردنية، التي أثبتت جدارتها في تحمل المسؤوليات، وسطرّت قصص نجاح في مختلف المجالات. ويطيب لنا، في المجلس التمريضي الأردني، أن نفخر بالممرضة الأردنية، التي تجسد أسمى معاني العطاء والتفاني، وتعمل بروح الإخلاص والمسؤولية، لتقديم الرعاية الصحية بكل حب وإنسانية للمرضى والمحتاجين في جميع أنحاء المملكة.

كل عام والمرأة الأردنية بخير، كل عام والممرضة الأردنية بخير، كل عام وهنَّ رمز للقوة والعطاء.

كل عام ووطننا العزيز يزدهر بعطاء نسائه، تحت ظل الرعاية الملكية السامية، وبقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، الداعم لمسيرة التمكين والتقدم.

 

الكلمات المفتاحية