محللون إسرائيليون: نتنياهو سيكون مرغما للرضوخ لإملاءات ترامب بشأن الحرب

مشاركة

مؤاب - اعتبر محللون إسرائيليون اليوم، الجمعة، أن القرارات بشأن السياسة الخارجية الإسرائيلية، وخاصة تلك المتعلقة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى وبما يتعلق بلبنان، لا يقررها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وإنما الرئيس الأميركي، دونالد ترامب.

وأشار المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع، إلى أنه "في المناطق التي لا تهم ترامب ومستشاريه حاليا، يظهر نتنياهو كبطل كبير"، وإحدى هذه المناطق هي سورية، "التي تهددها الحكومة الإسرائيلية الآن بحرب. وبواسطة مبعوثه لشؤون التهديدات، (وزير الأمن) يسرائيل كاتس، يعلن نتنياهو أن إسرائيل ستسيطر إلى الأبد على الأراضي التي سيطرت عليها في سورية".

وأضاف أنه "ليس فقط التراث الجهادي للنظام الجديد في سورية يهم نتنياهو، وبحق، وليس فقط ارتباطه بتركيا. فعلاقات النظام مع الدروز تهم نتنياهو. وكذلك علاقاته مع العلويين. والتاريخ لا يكرر نفسه بالضرورة، لكن في الماضي علقنا في وضع مشابه، عندما جرى التغرير بمناحيم بيغن (رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق) كي يعتقد أنه المدافع عن الأقلية المسيحية في لبنان. والحرب التي بدأت في العام 1982 أنجبت حزب الله، وسيطرة إيران على لبنان ولم تنته حتى اليوم".

وتابع برنياع أن "نتنياهو هو بطل كبير على السلطة الفلسطينية. وفي الضفة يتجاهلها؛ وفي غزة يرفضها. وفي وضعها الحالي هي ليست حلا لأي من المشاكل الأمنية التي تضع مصاعب أمام إسرائيل، لكن بدونها، مقابل الإرهاب والفوضى وخطط السموتريشيين الخلاصية، وضعنا سيزداد خطورة وحسب".

وبحسبه، فإن "نتنياهو بطل في الحلبة الداخلية. وقوانين الانقلاب على النظام (خطة إضعاف جهاز القضاء) تسيطر على أجندة الكنيست، وكانت قبل سنة وسنتين تهدد استقرار الائتلاف، وأصبحت الآن الإسمنت الذي يوحده. بل أنها الإسمنت الذي يربط بين نتنياهو وترامب. فكلاهما يسعيان إلى التغييرات النظامية ذاتها، وكلاهما ملاحقان من جانب الدولة العميقة، حقيقة كانت أو وهمية".

ولفت برنياع إلى أن نتنياهو جبان في مسائل تهم ترامب. "في لبنان، خلافا لسورية، يحاذر نتنياهو من إطلاق تهديدات. والآن خصوصا، حيث تحاول الولايات المتحدة، سوية مع فرنسا، دفع استقرار النظام هناك وتحييد القوة السياسية المتبقية لدى حزب الله. وعندما رسمت الأمم المتحدة خط الحدود بين إسرائيل ولبنان، في العام 2000، بقيت 13 نقطة مختلف حولها. والمطالب بشأنها كانت بمعظمها أو جميعها من جانب لبنان. ورفضت إسرائيل جميعها. والآن هي مستعدة للتحدث حولها".

وبحسبه، فإنه بما يتعلق بتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، "كان نتنياهو خلال ولاية الإدارة السابقة في البيت الأبيض في ذروة بطولته. ورغم الضغط الجماهيري في إسرائيل، إلا أن الحكومة بذلت كل ما بوسعها من أجل أن تمتنع عن صفقة".

وأضاف أنه "لحسن الحظ، ترامب معني بدفع تحرير مخطوفين. وأدى ذلك إلى تليين توجهات نتنياهو. وحتى أنه استسلم للمفاوضات التي أجرتها إدارة ترامب مع حماس من وراء ظهر إسرائيل".

وتابع برنياع أنه "إذا استعدنا قريبا عشرة مخطوفين أحياء في صفقة تشمل شهرين آخرين من وقف إطلاق نار، وبداية إعادة إعمار القطاع وتحسين مكانة حماس في غزة، فإن السبب سيكون خوف نتنياهو من ترامب. وهذا لا يصدق، إنه يخاف منه أكثر مما يخاف من سموتريتش"، الذي إذا انسحب من الحكومة بسبب عدم استئناف الحرب على غزة ستسقط الحكومة.

كذلك أشار المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، إلى أنه "بموجب مطالب الجناح اليميني المتطرف في الائتلاف من نتنياهو، كان ينبغي أن نكون في عمق حرب متجددة في قطاع غزة. وفي هذه الأثناء، الكوابح الأميركية ما زالت تعمل. والجيش الإسرائيلي يستعد، وإسرائيل تهدد؛ لكن يتم الحفاظ على وقف إطلاق النار في غزة، باستثناء هجمات إسرائيلية معدودة موجهة ضد محاولات للاقتراب من السياج الحدودي أو من قوات الجيش الإسرائيلي".

وأضاف أنه لا يوجد تقدم نحو اتفاق تبادل أسرى كامل في المفاوضات الجارية في الدوحة، وأن "الأميركيين يركزون حاليا على محاولة إجراء تنفس اصطناعي للاتفاق الأصلي، بدون الوصول إلى خط النهاية".

وكرر هرئيل السؤال الذي طرحه برنياع، وهو "ممن يخاف نتنياهو أكثر، من ترامب أم بتسلئيل سموتريتش، الذي يهدد بتفكيك الائتلاف في حال تقديم تنازلات أخرى في المفاوضات". وأشار إلى أن "نتنياهو عوّض سموتريتش بشن عملية ’أسوار حديدية’ العسكرية في الضفة الغربية، وبنصب عشرات الحواجز العسكرية الجديدة في الضفة وبصمته إثر نقل المزيد من الصلاحيات في الضفة لسموتريتش".

واعتبر هرئيل أن "الحسم متعلق بالأساس بحجم الضغط الذي سيمارسه ترامب. والضغط الذي مارسه ترامب، في منتصف كانون الثاني/يناير، كان كافيا كي يستسلم نتنياهو ومن دون أن ينسحب سموتريتش. ولا مجال للخطأ في أمر واحد، وهو أنه بالرغم من كافة جهود نتنياهو بإظهار ثقة بالنفس وقوة عسكرية، فإن من يتخذ القرارات حول السياسة الإسرائيلية ليس رئيس الحكومة الإسرائيلية وإنما الرئيس الأميركي".

وأضاف أنه "وفقا لكافة المؤشرات، سيضطر نتنياهو إلى تنفيذ ما سيقرره ترامب له. ولن يكون هناك مكان للقناعات الأيديولوجية أو المشاعر في أي جزء من هذا القرار، وإنما الرضوخ مرغما وحسب".

الكلمات المفتاحية