مؤاب - وشهد شاهدٌ من أهلها وعلى لسان أحد مؤسّسيها، وذلك حين قال: "إنّ الجامعة الأردنيّة اليومَ أفضلُ من أيِّ وقت مضى"، لتستحق تلك الإشادة وعن جدارة؛ لما حقّقته من منجزات أضفت ذهبًا في سجلِّ منجزها الأكاديميّ والتعليميّ والتعلّميّ، مُحدِثةً علامةً فارقةً على خارطة مؤسّسات التعليم العالي المحلّيّة والإقليميّة والدَّوليّة، فكانت بحقٍّ الجامعةَ الأمَّ، ودرّةَ الجامعات، والأكثرَ عراقةً وأصالةً وتميّزًا.
ولا تزال الجامعة الأردنيّة تُثابر وتجتهد في ابتداع أساليبَ جديدةٍ تتّخذ منها قاطرةً لاستكمال مسيرة النهوض التي بدأتها، وصولًا إلى الريادة والتميّز، حيث تجلّت ابتكاراتُها عصرَ هذا اليومِ بعدَ أن أطلقت وحدةُ الإعلام والعلاقات العامّة مِنصّة "البودكاست الجامعيّ"، “ Uj cast" الأوّل من نوعه محليًّا وعربيًّا على مستوى الجامعات، واتّخذت من برنامج "مُلهِم" باكورةَ برامجها؛ لتطرح من خلاله قصصًا إنسانيّةً تحفل بالعِبَر والتجارب، تُسرَد على لسان نخبة من الشخصيّات المُلهِمة التي يستضيفها البرنامج ممّن كان لها الأثرُ في نَماء الأردنِّ وازدهاره.
وكان برنامج "مُلهِم" -مولودُ وحدة الإعلام والعلاقات العامّة الجديدُ- مجرّدَ فكرة، وبعد جهود مضنية بذلتها إدارةُ الوحدة مع مختلف كوادرها الإعلاميّة والفنيًة، وبدعم من إدارة الجامعة الأردنيّة، تبلور إلى قصّةٍ تناقلتها أوساط الجامعة الأردنيّة لحظةَ أن أبصر البرنامجُ النورَ، وبالصورة المشرفة خلال بثّه عبر مختلف صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي الوحدة، ويلقى إعجابًا ومشاهداتٍ واسعةً لمدى الحرفيّة والإتقان والحداثة في إعداده وإنتاجه، ولجماليّات السرد وإنسانيّة الطرح لتاريخ جميل ظلَّ حاضرًا في سراديب الذاكرة رغم مرور حقبة من الزمن، فكان "مُلهِم" ملهمًا لكلِّ مَن ترقّب عرضَه، واستمتع بمشاهدته واستلهم ممّا جاء فيه من عبر وتجارب.
ضيفُ الحلقة الأولى من برنامج" مُلهِم" كانت مع رئيس مجلس أمناء الجامعة الأردنيّة دولة الدكتور عدنان بدران، الذي كان له بصماتٌ من الصعب أن تُغطَّى بغربال، لوضوحها ولما أحدثته من دور في تربّع الجامعة الأردنيّة على عرش الصدارة والريادة بين مثيلاتها محليًّا، وتشقُّ -بفضل علومها وخططها الاستراتيجيّة وما تزخر به من خبرات أكاديميّة- أبوابَ العالميّة فتغدو نجمًا لامعًا يزداد مع الأيام ألقًا وتميّزًا.
بدران وخلال الحلقة التي استضافه فيها مقدًم البرنامج، مرّ مرور الكرام عن نشأته في محافظة جرش حيثُ مَسقط رأسه، مسترجعًا شريطًا من الذكريات لمقتطفات من الطفولة والحياة مع العائلة، ومراحلَ عاشها بتفاصيلها في الدراسة والعمل، ويخصّص للجامعة الأردنية نصيبَ الأسد في حديثه مؤكّدًا: "أنّ الجامعة الأردنيّة اليومَ أفضلُ من أيِّ وقت مضى"، بعد أن أضحت اليومَ تتعاملُ على أنَّها جامعةٌ وطنيَّة، ملكٌ للوطن، وتتمتَّعُ باستقلاليَّتها.
واستذكر بدران خلال اللقاء جهودَ دولة الدكتور عبد السلام المجالي رحمه الله في بناء الجامعة الأردنيّة، مشيرًا إلى أنّه عاش الجامعة كفكرة وكبر معها واقعًا، ولم يتركْها إلا وهي كبيرةٌ بحجم الأردنّ وأهله.
وأكّد بدران في ردّه على عدد من الأسئلة أهميّةَ التعلّم "في وقت نحن مقبلون على عصرٍ يَسوده العِلمُ والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي"، مشدّدًا على ضرورة "أن نتعلّمَ من أجل أن نُعَلّم وإلّا فإنّنا سنَضمَحِلُّ أمام الذكاءِ الاصطناعي"، موجّهًا رسالةً إلى أبنائه الطلبة بأن يكونوا مُتفائلين، ويواظبوا على التعلّم والاجتهاد، ويُؤمنوا بأنّه "ينبغي لنا أن نكونَ ونتعلّم من أجلِ تثبيتِ هويتنا".