رعاية الممرضين... قوة للنهوض وأمان للمستقبل بقلم عطوفة أمين عام المجلس التمريضي الاردني الأستاذ الدكتور هاني النوافلة

مشاركة

مؤاب - في الثاني عشر من أيار من كل عام، تحتفل المؤسسات الصحية في مختلف أنحاء العالم باليوم العالمي للتمريض، تقديرًا وعرفانًا لدور الكوادر التمريضية في خدمة الإنسانية، إذ يُعتبر التمريض العمود الفقري الذي يقوم عليه النظام الصحي في كل مؤسسة صحية.

ويأتي اليوم العالمي للتمريض لعام 2025 تحت شعار عميق يحمل رؤية واضحة:

"ممرضونا. مستقبلنا. رعاية الممرضين تعزز الاقتصادات"

Our Nurses. Our Future. Caring for nurses strengthens economies

هذا الشعار يلخص ببلاغة فلسفة التمريض الحديثة، حيث يُنظر إلى الممرض ليس فقط كمقدم رعاية صحية، بل كعنصر فاعل في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وعصب أساسي لصحة مستدامة ومجتمع مزدهر.

لقد أثبتت السنوات الأخيرة أن الاستثمار في التمريض ليس خيارًا بل هو ضرورة وطنية وعالمية. فالممرض المؤهل والمختص يُعد صمام أمان للمنظومة الصحية، ودرعًا واقيًا ضد التحديات الصحية المستجدة، كما يُعتبر عنصرًا رئيسيًا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في كل دول العالم.

وفي الأردن، حيث تمكّنت مهنة التمريض من الجذور الوطنية منذ عقود، برزت كوادرنا التمريضية كرمز للعلم والانضباط والرحمة، فكانوا على الدوام داعمين للمرضى، محوريين في النظم الصحية، وأبطالًا في كافة المحافل المحلية والدولية. لم تفتر عزائمهم في أصعب الأوقات، ولم يتراجعوا عن التضحيات، خاصة في جائحة كورونا، حيث كانوا خط الدفاع الأول وأثبتوا شجاعتهم ووفاءهم في أصعب الظروف.

وقد أولت القيادة الهاشمية الحكيمة، ممثلةً بجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم، اهتمامًا بالغًا بهذه المهنة السامية، حيث أكد جلالته في أكثر من مناسبة:

"التمريض مهنة إنسانية سامية، والممرضون والممرضات في الأردن محل فخر واعتزاز بما يقدمونه من خدمة وعطاء متميز."

هذه الكلمات لا تمثل تكريمًا معنويًا فحسب، بل هي توجيه ملكي يؤكد على ضرورة تعزيز التمريض كركيزة أساسية في استراتيجياتنا الصحية، واعتباره ذخرًا وطنيًا لا يُستهان به.

كما يفتخر التمريض الأردني بوجود صاحبة السمو الملكي الأميرة منى الحسين، راعية المسيرة التمريضية في الأردن، التي لم تدخر جهدًا في دعم التمريض الأردني على مدار عقود، وترسيخ مكانته في المحافل المحلية والدولية. لقد كانت سمو الأميرة منى الحسين دائمًا الحافز الأكبر للممرضين والممرضات في الأردن، محققةً لهم الأمل والتطور من خلال المبادرات الملكية التي تساهم في رفع مستوى التعليم والتدريب التمريضي، وتعزيز معايير العمل وتحقيق رفاهية الكوادر الصحية. وهذا يعكس الرؤية الثاقبة لسموها في تعزيز دور التمريض كركيزة أساسية في النظام الصحي الوطني والعالمي.

ومن منبر المجلس التمريضي الأردني، نؤكد على استمرارنا في دورنا كمظلة حامية وصوتٍ ناطق باسم كل ممرضة وممرض في هذا الوطن الغالي، لا سيما في ظل التحديات المتسارعة التي تواجه القطاع الصحي. ونؤكد أن تطوير قدرات الممرض وحمايته المهنية ليست امتيازات بل حقوق أساسية تضمن جودة الرعاية الصحية، وتدعم الاستقرار المؤسسي، وتساهم في تنمية الاقتصاد الوطني من خلال قطاع صحي قوي.

كما ندعو كافة الجهات المعنية، من وزارات ومؤسسات تعليمية ومجتمع مدني، إلى أن تكون شركاء حقيقيين في رفعة التمريض الأردني، عبر تبني سياسات واضحة لدعم التعليم التمريضي التخصصي، وتوفير بيئات عمل عادلة، وتعزيز مسارات التطوير والتصنيف المهني.

ختامًا، إننا حينما نحتفل بممرضينا، فإنما نحتفل بضمير الوطن، ونكرم من اختار أن يكون الإنسان هو رسالته. فكل عام وممرضو الأردن بألف خير، دائمًا عنوان الوفاء والعطاء الممتد في كل أرجاء الوطن. وكل عام، والتمريض في أردننا العزيز متميزًا ورائدًا في خدمة مجتمعه بكل إخلاص وتفانٍ، في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة.

 

الكلمات المفتاحية