crossorigin="anonymous">

لجنة أطباء من أجل القدس تباشر ترميم قسم المناظير بمستشفى الشفاء وسط كارثة غزة

مشاركة

مؤاب - فلسطين المحتلة، غزة -  29-5-2025 – في خضم الكارثة الإنسانية غير المسبوقة والعدوان المستمر الذي يشهده قطاع غزة، باشرت "لجنة أطباء من أجل القدس" أعمالها الحيوية لترميم وتجهيز قسم المناظير في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة. تأتي هذه الخطوة في وقت عصيب للغاية، حيث يعاني القطاع الصحي من انهيار شبه كامل جراء الدمار الشامل ونقص الموارد الحاد، في محاولة يائسة للتخفيف من معاناة أبناء الشعب الفلسطيني الصامد.

إن هذه المبادرة ليست مجرد مشروع ترميم، بل هي محاولة لإعادة نبض الحياة إلى جزء حيوي من منظومة صحية تنهار تحت وطأة الحصار والعدوان. لقد تعرضت المرافق الصحية في غزة لأضرار جسيمة، ودُمرت العديد من المستشفيات والمراكز العلاجية بشكل متعمد، مما فاقم الأزمة الصحية وأوصلها إلى مستويات كارثية. ويعتبر قسم المناظير، رغم أهميته القصوى في تشخيص وعلاج أمراض الجهاز الهضمي والعديد من الحالات الحرجة، واحدًا من الأقسام التي تضررت بشدة وأصبحت غير قادرة على تقديم أبسط الخدمات.

وصرح الدكتور محمد حسن الطراونة، رئيس لجنة أطباء من أجل القدس، قائلاً: "ما نقوم به اليوم ليس مجرد ترميم قسم، بل هو صرخة في وجه الصمت الدولي، ومحاولة يائسة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من القطاع الصحي في غزة. أهلنا هناك يموتون بصمت، ليس فقط بسبب القصف، بل بسبب نقص الرعاية الطبية، بسبب المستشفيات المدمرة، وبسبب انعدام أبسط مقومات الحياة والعلاج." وأضاف بأسى: "هدفنا هو إعادة تشغيل هذا القسم الحاسم ليتمكن من تقديم بصيص أمل وعلاج لآلاف المرضى الذين يواجهون الموت البطيء جراء تفاقم أمراضهم المزمنة وعدم القدرة على تشخيصها أو علاجها."

من جانبه، أكد الدكتور طارق الخطيب، عضو لجنة أطباء من أجل القدس، على أن "المشهد في مجمع الشفاء الطبي اليوم يتجاوز كل تصور. الأقسام مهدمة، والأجهزة لا تعمل، والكوادر الطبية تعمل في ظروف أقرب إلى الجحيم. ترميم قسم المناظير هذا يمثل تحدياً هائلاً، لكنه ضرورة قصوى. كل يوم يمر دون قدرة المرضى على إجراء الفحوصات التشخيصية الضرورية يعني المزيد من المعاناة والمزيد من الوفيات التي يمكن تجنبها. إننا نأمل أن يتمكن هذا القسم، بفضل جهودنا المشتركة، من استئناف عمله ولو بشكل جزئي لإنقاذ الأرواح في ظل هذه الظروف غير الإنسانية."

وتابع الدكتور بلال العزام، عضو لجنة أطباء من أجل القدس، مؤكداً أن "تتضمن أعمال الترميم والتجهيز تحديات جمة، من إصلاح الأضرار الهيكلية المدمرة إلى محاولة توفير الأجهزة والمعدات الطبية التي أصبحت نادرة أو دُمرت بالكامل. كما يشمل المشروع تدريب الكوادر الطبية والفنية المنهكة نفسياً وجسدياً، والذين يعملون تحت ضغوط تفوق الوصف وبإمكانيات معدومة."

تتوجه "لجنة أطباء من أجل القدس" بنداء عاجل إلى المجتمع الدولي، والمنظمات الإنسانية، وكل ضمير حي، للتدخل الفوري والعاجل لوقف العدوان على غزة، وفتح المعابر لإدخال المساعدات الطبية والإنسانية الضرورية. إن الوضع في غزة يتجاوز كل الكلمات، وهو وصمة عار على جبين الإنسانية. إن ما نقوم به اليوم هو قطرة في محيط من الألم، ولكنها محاولة لعدم الاستسلام للظلام الدامس.

الكلمات المفتاحية