جمعية الرعاية التنفسية الأردنية تدق ناقوس الخطر في اليوم العالمي للإقلاع عن التدخين: الأردن السابع عالميًا في انتشار التدخين
عمان، الأردن 31-5-2025-بمناسبة اليوم العالمي للامتناع عن التدخين الذي يصادف اليوم، وجّه الدكتور محمد حسن الطراونة، رئيس جمعية الرعاية التنفسية الأردنية، تحذيرًا شديد اللهجة بشأن تفاقم آفة التدخين في الأردن، مطالبًا السلطات الصحية باتخاذ إجراءات أكثر حزمًا لمواجهة هذا الوباء الذي يهدد صحة المجتمع ومستقبله.
"لم يعد التدخين مجرد عادة شخصية، بل تحوّل إلى عبء مجتمعي ثقيل تفاقمه الأرقام والإحصائيات الصادمة،" هكذا بدأ الدكتور الطراونة تصريحه، مستعرضًا أحدث البيانات المتاحة. "وفقًا للمسح الوطني لانتشار استخدام التبغ بين البالغين لعام 2022، والذي أعلن عنه وزير الصحة في فبراير 2025، فإن الأردن يحتل المرتبة السابعة عالميًا في انتشار التدخين بين الفئة العمرية 15 عامًا فأكثر بنسبة 36.3%. هذا يعني أن 51.6% من السكان يدخنون نوعًا واحدًا أو أكثر من منتجات التبغ."
وأشار الطراونة إلى أن هذه النسبة تتوزع بشكل مقلق، حيث تصل بين الذكور إلى حوالي 71.2%، بينما تبلغ بين الإناث 28.8%، مع تزايد ملحوظ في نسب تدخين الإناث للمنتجات الحديثة كالنرجيلة والسجائر الإلكترونية. "الأكثر إثارة للقلق هو أن حوالي 38.6% من المدخنين بدأوا باستخدام التبغ قبل سن 18 عامًا، منهم 11.5% قبل سن 15 عامًا،" يحذر الدكتور الطراونة، مضيفًا أن منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن معدلات التدخين بين المراهقين في الأردن وصلت إلى 33.9% (حتى مايو 2025)، مما ينذر بكارثة صحية قادمة.
الدكتور الطراونة لم يكتفِ بعرض أرقام الانتشار، بل أكد على التكلفة الباهظة للتدخين على صحة الأفراد والاقتصاد الوطني. "بصفتي رئيس جمعية الرعاية التنفسية، أرى يوميًا الآثار المدمرة للتدخين على الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية. التدخين هو السبب الرئيسي لأمراض مثل الانسداد الرئوي المزمن (COPD) والربو، وهو مسؤول عن ما لا يقل عن 40% من أمراض السرطان في الأردن،" مشددًا على أن "معدل الإصابة بالأمراض السرطانية المرتبطة بالتبغ بين النساء ارتفع بنسبة 6% سنويًا خلال الأعوام 2015-2022، وهذا مؤشر خطير جدًا."
وعلى الصعيد الاقتصادي، ذكر الطراونة أن الإنفاق الشهري على السجائر المصنعة يبلغ حوالي 78 دينارًا أردنيًا للشخص الواحد، وأن الخسائر الاقتصادية السنوية للأردن من تعاطي التبغ تصل إلى ما يقارب 1.6 مليار دينار أردني. "هذه أموال طائلة يمكن توجيهها لتحسين الخدمات الصحية والتعليمية والبنية التحتية، بدلًا من حرقها في أضرار لا حصر لها،" يؤكد الطراونة.
في ختام تصريحه، وجه الدكتور الطراونة نداءً عاجلاً وحاسمًا إلى السلطات الصحية: "إن الوقت قد حان لاتباع إجراءات أكثر تشددًا وحزمًا للحد من انتشار التدخين. لم يعد يكفي مجرد التوعية أو التشريعات التي لا تطبق بفاعلية كاملة. الأرقام الصادمة التي تضع الأردن ضمن الدول الأكثر تدخينًا عالميًا، وتغلغل هذه الآفة في صفوف الشباب والأطفال، تتطلب استراتيجية وطنية شاملة ومتكاملة."
وطالب الدكتور الطراونة بـ:
* فرض قيود صارمة على بيع منتجات التبغ وتسويقها.
* تطبيق القوانين الحالية بمنتهى الصرامة وتغليظ العقوبات على المخالفين.
* تفعيل حقيقي للمراقبة والإنفاذ في الأماكن العامة المغلقة، وفي المحلات التي تبيع منتجات التبغ للقاصرين.
* سد الثغرات التي تستغلها شركات التبغ لترويج منتجاتها الجديدة، وخاصة السجائر الإلكترونية والنرجيلة، والتي تتزايد شعبيتها بين الشباب بسبب آلاف النكهات الجذابة.
واختتم الدكتور الطراونة تصريحه بالقول: "صحة أجيالنا القادمة ومستقبل مجتمعنا هي مسؤوليتنا جميعًا. تبدأ هذه المسؤولية من اتخاذ قرارات جريئة وحاسمة على مستوى السياسات الصحية، وعدم التهاون أمام وباء يهدد حياة الملايين. يجب أن نعمل معًا لتحرير الأردن من قبضة التدخين، وبناء مستقبل صحي لأبنائنا."