crossorigin="anonymous">

سياسيون وأكاديميون: خطاب الملك وضع العالم أمام مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية

مشاركة

مؤاب - اكد سياسيون وأكاديميون أن خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ اليوم الثلاثاء، شكل لحظة مفصلية تعيد البوصلة نحو قيم السلام وتنبذ الحروب والصراعات في زمن تتزايد فيه موجات العنف والانفلات الأخلاقي.

وأشاروا في تصريحات لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) إلى أن الخطاب شكل نداءً عالميًا للضمير الإنساني ورؤية استراتيجية تذكر العالم بأن الإنسانية لا تزدهر إلا بالعدالة، والحضارة لا تبنى إلا على الحوار.

وقال العين المهندس سمير الحباشنة، رئيس مجلس أمناء جامعة الزرقاء، إن خطاب جلالة الملك لم يكن مجرد موقف سياسي، بل نداء قيمي أخلاقي يذكر بالأبعاد الإنسانية لمسيرة البشرية، إذ أن الخطاب يعيد الاعتبار للإنسان بوصفه جوهر السياسات، داعيًا إلى انتصار القيم العادلة على منطق العنف والمصالح الضيقة.

ونوه الحباشنة إلى أن جلالة الملك قدم الأردن كنموذج عالمي في التعايش والوئام بين الأديان، من خلال دولة المواطنة التي تحمي حقوق الإنسان وتصون كرامته، دون تمييز أو تفرقة.

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أكد أن الملك أدان بوضوح المجازر التي ترتكبها إسرائيل في غزة، وحذر من حرب الإبادة الجماعية التي تتعرض لها المدينة المحاصرة، وندد بالاعتداءات على الضفة الغربية، مشيرًا إلى أن هذه الأطماع التوسعية تمثل خطرًا وجوديًا على الأردن والمنطقة.

وأشار الحباشنة إلى تحذير الملك من تفاقم الصراع الإقليمي نتيجة الهجمات والاعتداءات الإسرائيلية على إيران، مؤكدًا أن الحل يكمن بالحوار والتفاوض، لا بالمواجهة والانفجار.

من جهته، قال النائب الدكتور حسين العموش إن الخطاب أعاد تسليط الضوء على الحق الفلسطيني في تقرير المصير بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكدًا أن هذا هو السبيل الوحيد لإرساء سلام شامل وعادل.

وأضاف، إن جلالة الملك كان وما يزال صوتًا عاليًا في المحافل الدولية من أجل العدالة والحرية، موضحًا أن العنف لا ينتج إلا عنفًا، أما السلام فهو ثمرة المحبة والاحترام المتبادل.

وأشار الى أن الملك ذكر العالم بأن توسيع إسرائيل هجومها واعتداءاتها لتشمل إيران لن يقود إلا إلى المجهول واحتمال توسع الصراع الإقليمي، مذكرا جلالته بأن الأردن دولة يمكن الاعتماد عليها كشريك قوي لأعضاء البرلمان الأوروبي.

من جهته، وصف أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الهاشمية الدكتور جمال الشلبي الخطاب بأنه "مرافعة سياسية وأخلاقية" ألقيت في لحظة تاريخية حساسة أمام نخبة العالم المتقدم"، مؤكدًا أن الملك استطاع، بلغته المباشرة والعميقة، أن يصل إلى قلوب وعقول المستمعين على اختلاف ثقافاتهم، وكأنه يتحدث إليهم بلغتهم الخاصة.

وقال الشلبي: "إن جلالة الملك كان الناطق الحقيقي باسم شعوب المنطقة، ووصف المأساة في غزة والضفة بلسان من عاشها، وحذر من تهور إسرائيل في هجماتها على إيران، ما قد يشعل المنطقة بأسرها". وأضاف، "لقد كان التصفيق الحار من نواب أوروبا دليلاً على صدق الخطاب وعمقه الإنساني، فقد وقف ملك عربي أمام العالم كمدافع نبيل عن الحق والعدالة والسلام".

من جانبه، قال الإعلامي وأستاذ الإدارة التربوية في الجامعة الأردنية الدكتور مصطفى عيروط، إن الخطاب يعد وثيقة تاريخية تحمل في طياتها رسائل للعالم أجمع، ويجب أن يدرس في المدارس والجامعات لترسيخ ثقافة الاعتدال والتسامح.

وأوضح عيروط أن جلالة الملك ذكّر أوروبا بما بعد الحرب، وأن الأمن الحقيقي لا ينبع من قوة الجيوش، بل من قوة القيم المشتركة، محذرًا من أن السلام المفروض بالقوة لا يدوم.

وأشار الى أن الملك وضع العالم أمام مسؤولية أخلاقية وإنسانية تجاه ما يحدث في فلسطين، موضحًا أن مشاهد القتل والتجويع في غزة، والانتهاكات المستمرة في الضفة، تتنافى مع القانون الدولي والضمير الإنساني كما سلط جلالته الضوء على الوصاية الهاشمية باعتبارها تجسيدًا لقيم التعايش وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية، مستحضرًا العهدة العمرية كنموذج خالد للاعتراف المتبادل والعيش المشترك.

الكلمات المفتاحية