crossorigin="anonymous">

الأردن في اليوم العالمي للشباب: جيلٌ يقف على مفترق الطموح والتحديات

مشاركة

مؤاب - اليوم العالمي للشباب ليس مجرّد مناسبة على أجندة الأمم المتحدة، بل هو فرصة لفتح الملفات العالقة، ومراجعة الحسابات، وتوجيه الأضواء نحو الفئة التي تحمل على عاتقها نصف حاضر الوطن وكل مستقبله: الشباب الأردني.

ملامح المشهد بالأرقام

تشير أرقام دائرة الإحصاءات العامة إلى أن نحو واحد من كل خمسة أردنيين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عامًا، أي ما يقارب 2.3 مليون شاب وشابة. هذه الكتلة البشرية الهائلة تتمركز بالدرجة الأولى في عمّان، تليها إربد والزرقاء.

لكن خلف هذه النسبة الذهبية، هناك رقم أكثر قسوة: معدل البطالة في صفوف الشباب يتجاوز 22%، ويقفز لدى بعض الفئات إلى أرقام صادمة، ما يجعل الانتقال من مقاعد الدراسة إلى مقاعد العمل مهمة شاقة.

التحديات التي لا تُغفل

1. العمل والبطالة: نقص الفرص، وضعف المواءمة بين التعليم وسوق العمل.


2. المشاركة السياسية: حضور محدود في مواقع صنع القرار، رغم ارتفاع الوعي والانخراط الرقمي.


3. الهجرة الطموحة: حلم كثيرين بالبحث عن فرص خارج الحدود، بما يحمله من آثار على الكفاءات الوطنية.


إنجازات تفرض نفسها

ورغم التحديات، يواصل الشباب الأردني حصد نجاحات في ميادين التكنولوجيا والرياضة وريادة الأعمال. نسبة انتشار الإنترنت التي تتجاوز 95% فتحت أبوابًا لمشاريع ابتكارية في الذكاء الاصطناعي والزراعة الذكية والتعليم الرقمي.
خلال فعاليات اليوم العالمي للشباب العام الماضي، عُرضت أكثر من 25 مبادرة ريادية، أثبتت أن الفكرة قد تتحول إلى مؤسسة وأن الحلم قابل للترجمة إذا توفر الدعم.

من الرؤية إلى الفعل

الاستراتيجية الوطنية للشباب التي تبنّتها الحكومة لا تكتفي بالتخطيط على الورق، بل تحاول مدّ الجسور بين التعليم والتوظيف، وتوسيع فرص التدريب، وإشراك الشباب في الحوارات الوطنية حول التنمية والمناخ والسياسة.

واخيرا فان الأردن اليوم أمام فرصة لا تتكرر: جيلٌ رقمي، واعٍ، سريع التعلّم، وقادر على التكيّف. لكن ما لم تُترجم الخطط إلى مشاريع حقيقية، سيبقى اليوم العالمي للشباب مناسبة لالتقاط الصور أكثر من كونه نقطة انطلاق. فالمستقبل، كما يقول الشباب أنفسهم، "لا يُنتظر… بل يُصنع".

الكلمات المفتاحية