مؤاب - أكد خبير الطاقة عامر الشوبكي أن ما أعلنته الحكومة الأردنية بشأن احتياطي الغاز في حقل الريشة قد جاء بشكل متسرع وحملها مسؤوليات كبيرة أمام الشعب، لافتاً إلى أن التقديرات الحكومية التي قدرت احتياطي الغاز بـ 9.3 تريليون قدم مكعب يمكن أن تفي باحتياجات الأردن من الغاز لمدة تصل إلى 80 عاماً، ويُقدر ثمن هذا الاحتياطي بحوالي 70 مليار دولار، ما يمكن أن يسهم في سداد ديون الأردن بالكامل.
وأشار الشوبكي إلى أن حقل الريشة لا يزال في مرحلة الاستكشاف، ولم يصل بعد إلى مراحل التطوير والإنتاج الضرورية لتقدير الاحتياطي بشكل نهائي، حيث يُفترض أن تتم هذه التقديرات فقط في المراحل المتقدمة لتطوير الحقل، وهو ما يُمكّن الأردن من عرض هذا المشروع للاستثمار.
وأكد الشوبكي أن تصريحات الحكومة حول الريشة تتعارض مع إجراءات سابقة، مثل استئجار سفن غاز عائمة بتكاليف باهظة، حيث تكلف السفينة الأولى الأردن نحو 60 مليون دولار سنوياً، بينما تكبدت الدولة حتى الآن 495 مليون دولار لهذه السفينة فقط، وهي تكلفة غير مبررة في ظل تواجد الغاز المحلي. كما أوضح أن الحكومة تعاقدت على استئجار سفينة غاز ثانية، ما يزيد الأعباء المالية غير المبررة.
وانتقد الشوبكي أيضاً فكرة ربط حقل الريشة بخط الغاز العربي، موضحاً أن الخط يُستخدم حالياً لنقل الغاز من شركة "شيفرون" من الحقول في شرق المتوسط إلى الأردن، وأحياناً لنقل الغاز إلى مصر. كما ذكر أن الحكومة تدفع حوالي 600 مليون دولار سنوياً لشركة شيفرون في اتفاقية تمتد لمدة 15 عاماً لنقل الغاز.
وتساءل الشوبكي عن قرار الحكومة رفع أسعار الكهرباء في السنوات الماضية، حيث أصبحت تكاليف الكهرباء في الأردن من الأعلى عربياً، على الرغم من أن 75% من الكهرباء يتم توليدها باستخدام الغاز الطبيعي. وشدد على أن وجود كميات من الغاز المحلي لا يبرر رفع الأسعار المتكرر، مطالباً الحكومة بإعادة النظر في سياساتها في هذا الشأن.
كما دعا الشوبكي الحكومة إلى محاسبة المسؤولين عن هذه التصريحات، مؤكداً أن إطلاق مثل هذه المعلومات غير الدقيقة قد يؤدي إلى تضليل المواطنين ويهدد سمعة الأردن في المجتمع الدولي، ويؤثر على فرصه في الحصول على الدعم والمساعدات الخارجية.
وفي توضيح إضافي، أفاد الشوبكي بأن إنتاج حقل الريشة الحالي يبلغ 16 مليون قدم مكعب من الغاز، أي ما يعادل 3% فقط من حاجة الأردن اليومية، والتي تصل إلى 350 مليون قدم مكعب. وأشار إلى أن تصريحات الحكومة المتكررة في السنوات الماضية بخصوص تطوير حقل الريشة لم تترجم إلى واقع ملموس، كما أن الوعود حول حقل حمزة النفطي، الذي كان يُفترض أن ينتج 2000 برميل يومياً، انخفض الإنتاج فيه إلى 200 برميل فقط.
وأوضح الشوبكي أن الحكومة لم تلتزم بالعديد من الوعود المتعلقة بمشاريع الثروات الطبيعية، مثل مشاريع إنتاج الفوسفات في المنطقة الشرقية واستغلال اليورانيوم "الكعكة الصفراء"، مؤكداً أن هذه المشاريع لم تُحدث أي تغيير ملموس حتى الآن.
وفي ختام حديثه، دعا الشوبكي الحكومة إلى العمل الجاد من أجل تطوير الثروات الطبيعية للأردن واستثمارها بشكل صحيح، بما يعود بالنفع على المواطنين ويساهم في تحسين الوضع الاقتصادي في ظل الظروف المحلية والإقليمية المعقدة.