مؤاب - قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن فضيحة تلو الأخرى، تعصف بمكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، فمن استخراج وثائق سرية من الجيش الإسرائيلي وتسريبها إلى وسائل الإعلام، والاشتباه في تزوير بروتوكولات المناقشات الوزارية في خضم الحرب، وحيازة وثائق شخصية حساسة لضابط في جيش الاحتلال بهدف ابتزازه، إلى جمع وثائق من كاميرا أمنية.
وذكر موقع /واينت/ وصحيفة /يديعوت أحرونوت/ العبرية، أنه وعلى الرغم من السماح بنشر سير التحقيقات، إلا أن معظم التفاصيل تظل سرية، حيث تعقد جلسات الاستماع في المحاكم خلف أبواب مغلقة، ويحاول مكتب نتنياهو النأي بنفسه عن التحقيقات .
وأشارت /يديعوت احرونوت/ أن الفضيحة الأولى بدأت عندما أرسل السكرتير العسكري السابق لـ نتنياهو، الجنرال آفي غيل، رسالة إلى المستشار القانوني لحكومة الاحتلال غالي بيهارف ميارا، أعرب فيها عن مخاوف من محاولات قام بها مسؤولون في مكتب نتنياهو بتغيير محاضر وبروتوكولات مناقشات مجلس الوزراء، وحتى المكالمات الهاتفية للتحديثات الأمنية مع صناع القرار وعلى رأسهم نتنياهو.
أما الفضيحة الثانية، فبدأت عندما علم مكتب رئيس أركان الجيش هرتسي بأن مكتب نتنياهو يحتفظ بوثائق شخصية حساسة تتعلق بضابط في جيش الاحتلال، بهدف ابتزازه للحصول منه على وثائق حساسة من الجيش، وذلك من خلال قيام، مسؤولين كبار في مكتب نتنياهو بفحص هاتف موظفة في المكتب، بحجة أنها قامت بتسريب معلومات، في حين أن الهدف في الواقع كان الكشف عن مراسلات شخصية بينها وبين ذلك الضابط.
أما الفضيحة الثالثة، فهناك شكوك حول إجراء تغييرات على محضر اجتماع تناول الاستعدادات لإجراءات ضد إسرائيل في لاهاي .
أما الفضيحة الرابعة، فهي عندما نشرت صحيفة /جويش كرونيكل/ البريطانية وثيقة تزعم أن زعيم "حماس" السابق في غزة يحيى السنوار لديه خطة سرية لتهريب الأسرى الإسرائيليين من غزة إلى إيران عبر محور فيلادلفيا .
وظهر الادعاء نفسه في مقابلة مع نتنياهو مع شبكة "فوكس نيوز" وفي محادثة سارة زوجة نتنياهو مع عائلات المختطفين (الأسرى الإسرائيليين في غزة).
والفضيحة الخامسة تتعلق بما نشرته صحيفة "بيلد" الألمانية عن "وثائق مزعومة للسنوار تتعلق بـ"تعليمات من زعيم حماس" حول كيفية إدارة المفاوضات بطريقة لن تؤدي إلى شيء، وتسمح باستمرار الحرب ومعاناة الطرفين إلى أجل غير مسمى، وبعد يومين يشير نتنياهو إلى هذا المنشور في جلسة مجلس الوزراء، للادعاء بأن "حماس" هي من تفشل مفاوضات الأسرى، وبعد يومين يفتح الجيش الإسرائيلي تحقيقا أثناء القتال في هذه الوثائق التي تم تسريبها بطريقة مثيرة لوسائل الإعلام الأجنبية، بعد أن اتضح أن هذه المقالات المنشورة كاذبة ولم يكن لدى الصحيفة، أو الجيش الإسرائيلي، مثل هذه الوثيقة أو أي إثبات آخر لخطة تهريب الرهائن عبر "محور فيلادلفيا" إلى طهران أو اليمن. وتم طرد المراسل بعد أسبوع وحذف مقالاته.
أما الفضيحة السادسة فتتعلق بقيام مستشاري نتنياهو بجمع مواد من الكاميرات الأمنية عن وزير الجيش السابق يوآف غالانت .
وقال مصدر اطلع على التسجيل الذي يظهر فيه غالانت وهو يواجه حارس أمن منعه من دخول اجتماع مجلس الوزراء بعد خمسة أيام من اندلاع الحرب، إنهم "أرادوا استخدام الصورة ضد غالانت لتهديده".
وفي مواجهة هذه الفضائح، لجأ نتنياهو كعادته إلى مهاجمة خصومه السياسيين واتهامهم باستهدافه، وعلى رأسهم جهاز تطبيق القانون الذي فتح تحقيقات ضده في ثلاث قضايا فساد.
وقال نتنياهو في بيان نشره الأحد: "في الأيام الأخيرة، تعرض مكتبي لهجوم شرس وغير مقيد".
وأضاف "منذ بداية الحرب، غمرت دولة إسرائيل سيلاً من التسريبات الإجرامية والخطيرة. وهذه التسريبات الإجرامية والخطيرة تكون مصحوبة أحياناً بأكاذيب وافتراءات لا أساس لها من الصحة. طوفان من التسريبات من مجلس الوزراء السياسي الأمني، ومن الحكومة وحكومة الحرب في ذلك الوقت، وتسونامي مستمر من التسريبات من فريق التفاوض".
وزعم أن "حماس تتلقى معلومات من غرفة مناقشة فريق التفاوض الإسرائيلي، ويتلقى حزب الله وإيران، وأحيانًا على الهواء مباشرة، نصوصًا للمناقشات التي تجري داخلنا حول أساليب العمل ضدهما والمناظرات بيننا، ومع ذلك لم يتم إجراء أي تحقيقات رغم مطالبتي المتكررة بفتح تحقيقات.
وأضاف نتنياهو: "فجأة، في الأيام القليلة الماضية، وبطريقة موقوتة ومنسقة، يحاولون توجيه تهديدات ضدي، في خضم الحرب التي أقودها - ويخلقون فضائح من لا شيء". كل ليلة فضيحة جديدة، عناوين، احتفالات في الاستوديوهات، يفجرون فضيحة أولى، ويفجرون فضيحة ثانية، ويضخمون ثالثة ورابعة وأكثر قليلا.
وقال: "نحن نعرف بالضبط ما يحدث هنا"، مضيفا "هذه حملة صيد منظمة تهدف إلى الإضرار بقيادة البلاد وإضعافنا في خضم الحرب".
يشار إلى أن شرطة الاحتلال، اعتقلت أربعة أفراد في الجيش الإسرائيلي ومتحدثا باسم نتنياهو في إطار تحقيق في سرقة وثائق استخباراتية عسكرية سرية للغاية، تم تسريب واحدة منها على الأقل للصحافة الأجنبية، لتحقيق مكاسب سياسية، والإضرار بمحاولات تأمين اتفاق لإعادة الأسرى المحتجزين لدى "حماس" إلى الديار وفق مصادر إسرائيلية.
وفي الأسبوع الماضي، سمحت محكمة إسرائيلية، بنشر هوية إيلي فيلدشتاين، متحدث سابق باسم نتنياهو والذي تم اعتقاله في القضية. ولا تزال هويات المسؤولين في الجيش الإسرائيلي الذين تم اعتقالهم في القضية تحت أمر حظر النشر.
ووفقا لوسائل الإعلام العبرية، فإن الجنود الأربعة يخدمون جميعا في وحدة استخباراتية مكلفة بمنع التسريبات.
كما كشفت أن رئيس مكتب رئيس وزراء الاحتلال، تساحي برافرمان، هو المسؤول الكبير المتورط في محاولة ابتزاز الضابط، والذي كان يعمل مع المكتب عبر استخدام معلومات شخصية وصور محرجة عنه، للحصول على وثائق سرية للغاية من الجيش.
وأشارت إلى أن هذه الفضائح ليست أول حالة من مزاعم سوء السلوك بشأن السجلات المتعلقة بالحرب، فبعد أسابيع من هجوم 7 أكتوبر، كشفت صحيفة /هآرتس/ أن برافرمان – الذي اعترف سابقا بتمزيق وثائق في مكتب رئيس الوزراء – استولى على وثائق سرية تتعلق بالأشهر التي سبقت الحرب، مما دفع المستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف ميارا إلى إصدار أمر لرئيس مجلس الأمن القومي تساحي هانغبي، والذي فتح تحقيقا ضده لاتهامات تتعلق بتلقي رشاوى، بإعادة الوثائق .