مؤاب - أكد رئيس الديوان الملكي الهاشمي يوسف حسن العيسوي أن الأردن، بقيادته الهاشمية الحكيمة، سيبقى قويا، ثابتا على مواقفه، محافظا على أمنه واستقراره، مدافعا عن قضايا أمته.
جاء ذلك، خلال حديث العيسوي، أمام وفد يمثل فعاليات سياسية وثقافية وإعلامية وأكاديمية من العاصمة عمان، التقاهم، اليوم الخميس، بحضور مستشار جلالة الملك لشؤون العشائر كينعان البلوي، في الديوان الملكي الهاشمي.
وقال العيسوي إن الأردن، وبما تمتلكه قيادته الهاشمية الحكيمة، من رؤية استشرافية، يدرك المحاولات الإسرائيلية لإنهاء مشروع إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على أساس حل الدولتين، ويعي خطورة السياسة الإسرائيلية التوسعية في المنطقة.
وأكد أن مواقف الأردن القوية، بقيادته الهاشمية الحكيمة، تجاه القضية الفلسطينية، مناصرة وداعمة ومساندة للشعب الفلسطيني، لتحقيق تطلعاته الوطنية، وتلبية حقوقه المشروعة، في الحرية والكرامة والدولة المستقلة ذات السيادة على ترابه الوطني على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف العيسوي أن الأردن ينطلق في مواجهة تلك المحاولات والسياسات من مواقف راسخة وواضحة وثوابت وطنية وعروبية، لا يحيد عنها، تعززها حالة التماهي بين القيادة والشعب.
وأشار العيسوي إلى تاريخ النضال والتضحيات، التي قدمها الأردن والهاشميون، لمساندة ونصرة الأشقاء الفلسطينيين في قضيتهم العادلة، وسعيهم لنيل حقوقهم المشروعة، وتلبية تطلعاتهم الوطنية.
وأكد أن الدبلوماسية الأردنية، التي يقودها جلالة الملك، مكنت الأردن، من التعامل مع جميع التحديات التي تفرضها أزمات المنطقة، وتلك التي تستهدف مواقفه الشجاعة، ودوره في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف.
ولفت بهذا الصدد إلى تأكيدات جلالة الملك بأن موقف الأردن سيظل ثابتا، ولن يتخلى عن دوره مهما بلغت التحديات، في سبيل الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس، والحفاظ عليها من منطلق الوصاية الهاشمية.
وقال إن السياسة الحكيمة، التي يقودها جلالة الملك، جعلت للأردن مكانة دولية رفيعة، قادرة على التأثير في الرأي العام العالمي وعلى المؤثرين في صنع القرار الدولي، مسخرا جلالته تلك المكانة والثقة، لخدمة قضايا أمته، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وتناول العيسوي، في حديثه مواقف الأردن وجهود جلالة الملك عبدالله الثاني لوقف العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، ومواصلة تقديم المساعدات الإغاثية والطبية والإنسانية.
وأشار إلى جولات جلالة الملك واتصالاته الدولية والإقليمية المتواصلة والمكثفة لتحقيق الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على غزة، وتحذيرات جلالته من تداعيات استمرار هذا العدوان، ليس فقط على أمن واستقرار المنطقة، إنما على الأمن والسلم الدوليين.
ولفت إلى مضامين خطابات جلالة الملك الأممية، وأبرزها خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني، خلال اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وخطاب جلالته في القمة العربية والإسلامية، لجهة ما تحمله تلك المضامين من تشخيص حقيقي وواقعي للجرائم الوحشية، والانتهاكات التي تمارسها إسرائيل بحق الأشقاء الفلسطينيين، وكذلك تداعيات وتبعاتها على إنهاء دائرة الصراع بالمنطقة، باعتبار أنه لا أمن ولا سلام ولا استقرار من دون تحقيق السلام العادل والشامل، الذي يشكل حل الدولتين سبيله الوحيد، انطلاقا من رؤية ملكية استشرافية.
كما تطرق العيسوي، إلى الجهود الإنسانية، التي يبذلها الأردن، قيادة وشعبا، انطلاقا من واجبه العروبي والقومي، لإغاثة الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، وكذلك الأشقاء اللبنانيين، الذين طالما كان الأردن مساندا لهم، وملاذا للباحثين عن الأمن والاستقرار والحياة الكريمة.
وأشار بهذا الصدد، إلى دعوة جلالة الملك للمجتمع الإنساني لإطلاق جسر إنساني لإيصال المساعدات الإنسانية للأهل في غزة، وتوجيهات جلالته بتنفيذ عمليات إنزال جوي للمساعدات الإغاثية لهم، والتي نفذها نشامى القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي، وشارك جلالته بها، رغم المخاطر، التي تحيط بمثل هذه العمليات.
كما لفت إلى عمليات إرسال المستشفيات الميدانية، والتي أمر بها جلالة الملك، وكان أخرها مستشفى التوليد والخداج، الذي أرسل إلى منطقة خان يونس، والتي أشرف على تجهيزها وإرسالها سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، إلى جانب مبادرة "استعادة الأمل"، التي أطلقها جلالة الملك، بهدف مساعدة الأشقاء الفلسطينيين، ومن ضمنهم الأطفال، ممن تعرضوا لبتر في الأطراف جراء العدوان، من خلال تركيب أطراف صناعية لهم.
وبين أن مواقف الأردن، وجهود جلالة الملك يشهد لها الداني والقاصي، ولا يزاود أو يشكك بها، إلا أصحاب الأجندات الخاصة و كل حاقد وحاسد.
كما أشار العيسوي إلى مساعي جلالة الملكة رانيا العبدالله، وسمو ولي العهد، في دعم ومساندة الأشقاء الفلسطينيين، إسنادا وتعزيزا لجهود جلالة الملك.
وأكد العيسوي أن الأردن سيبقى قويا، بقيادته الهاشمية، ووعي شعبه، وتماسك جبهته الداخلية، واحترافية نشامى القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي والأجهزة الأمنية، الذين يقفون بالمرصاد لكل من يحاول العبث بأمن الوطن ونسيجه الاجتماعي.
بدورهم، أكد المتحدثون وقوفهم صفا واحدا، وعلى قلب رجل واحد، خلف جلالة الملك، مثمنين جهود جلالته الدؤوبة لرفعة الأردن والمدافعة عن قضايا أمته العربية والإسلامية العادلة.
وعبروا عن فخرهم واعتزازهم بمواقف الأردن وجهود جلالة الملك المشرفة والشجاعة، حيال ما يجري في فلسطين وغزة، والتي تعبر عن ضمير ووجدان كل حر وشريف.
وثمنوا الجهود السياسية، التي يبذلها الأردن، بقيادة جلالة الملك وتوجيهاته، لنصرة الأشقاء في قطاع غزة والضفة الغربية، مشيرين إلى جولات ومباحثات واتصالات جلالته مع قادة وزعماء العديد من الدول، لحشد تأييد دولي لوقف العدوان الإسرائيلي الهمجي الغاشم على الأشقاء في غزة.
كما أشاروا إلى الجهود الأردنية الإنسانية لإغاثة الأشقاء الفلسطينيين ومعالجة مرضاهم وتضميد جروح مصابيهم، في ظل ما يتعرضون له من قتل وتنكيل صارخ، من قبل الاحتلال الإسرائيلي، مشيدين بجهود جلالة الملك، في الوقوف إلى جانب لبنان الشقيق، وإغاثة شعبه.
وشددوا على أهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس في حمايتها والحفاظ على هويتها.
ولفتوا إلى أنهم يدركون حجم التحديات التي تفرضها الظروف غير المسبوقة التي تمر بها المنطقة، مؤكدين أن الأردن، بقيادته الهاشمية الحكيمة، وتلاحم جبهته الداخلية وتماسكها، قادر عن تجاوز هذه التحديات، والمضي قدما في مسيرة البناء والإنجاز.