مؤاب - أكد رئيس المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية د. عادل البلبيسي "أن غالبية حالات الإصابة البشرية بإنفلونزا الطيور، تقترن بالاتصال المباشر أو غير المباشر بالدواجن المصابة، حية كانت أو ميتة".
وشدد على أن "العدوى لا تنتقل بسهولة بين البشر، إذ لا يوجد أي دليل مثبت حتى الآن، على انتقال المرض من إنسان لآخر"، وبناء عليه "ليس هنالك ما يستدعي الخوف أو إثارة الذعر من هذه الإنفلونزا، فخارج الأردن، لم تسجل سوى حالة واحدة فقط من بين الملايين في أميركا"، مبينا أن هناك خططا لدى المركز، للتعامل والوقاية ومكافحة أنواع الأوبئة والأمراض السارية، ومن بينها إنفلونزا الطيور، بحسب الغد.
استشاري الأمراض الصدرية والخبير في العدوى التنفسية د. محمد حسن الطراونة، لفت إلى وجود إجراءات استباقية لمواجهة الأوبئة، في نطاق "الأمن الوبائي"، الذي وصفه بأنه "يوازي الأمن الغذائي"، مبينا أن "احتمالية حدوث وباء واردة جدا في أي لحظة"، لذا فإن الاستعداد المبكر يحمي من مضاعفات الإصابة به أو تفاقمه، مستندا بذلك إلى قدرة النظام الصحي الوطني على تحقيق الأمن الوبائي، كما حدث في جائحة كورونا.
وأوضح أن الأمراض التنفسية تنتقل للإنسان عن طريق الحيوانات المريضة، ومن بينها "إنفلونزا الطيور"، مشيرا إلى دور وزارة الزراعة بالتعامل مع مثل هذه الأوبئة، والتنسيق مع وزارة الصحة والمركز الوطني لمكافحة الأوبئة.
ونوه إلى ضرورة تحديد موقع ظهور المرض أو الوباء ومحاصرته، عند أي إشارة لظهوره، لأن هذه الأمراض تنتشر بسرعة، وهذا يتطلب تشكيل فريق مشترك بين الوزارات لتنظيم العمل وإدارته جيدا.
وبين أن أعراض الأمراض الفيروسية التي تظهر تتمثل بالسعال، أو الزكام، أو الحمى الشديدة، أو ارتفاع درجة الحرارة بغتة، أو التهاب الحلق، أو السعال الشديد والمستمر، أو التهاب الرئتين، أو صعوبة التنفس، أو آلام في الصدر، أو الغثيان والقيء.
ولفت إلى أن التعامل المباشر مع الطيور ومخالطتها، قد يكون سببا رئيسا للإصابة بإنفلونزا الطيور، محذرا من أي تهاون مع أي أعراض لها تصيب الأفراد، إذ عليهم استشارة الأطباء.
وأكد الخبير في الأوبئة د. عبد الرحمن المعانين، أن الإعلان عن عودة الإصابة بإنفلونزا الطيور إلى العالم يثير القلق، داعيا للتواصل بين الدول لاتخاذ خطوات استباقية لمواجهته، موضحا أن الأمن الصحي ضرورة ملحة، ولا يوجد بلد في العالم بمنأى عن انتشار أمراض أو أوبئة.
ونوه إلى أن الفيروسات التنفسية، تنتقل عن طريق الحيوانات، مثل إنفلونزا الطيور، وهنا يبرز دور بعض المؤسسات بمكافحته كوزارتي الزراعة والصحة، والمركز الوطني، والتنسيق مع الجهات المعنية، مشددا على أن الدور الرئيس في هذه المهمة يقع على وزارة الزراعة، إذ يتوجب أن تعمل وفق خطوات محددة لمنع انتشار الفيروس الذي يتسم بسرعة التفشي، وهذه الخطوات تبدأ بتحديد موقع ظهوره ومن ثم محاصرته، وتشكيل فرق ميدانية لضبط المناطق التي ينتشر بها كمزارع تربية الطيور.
ودعا إلى أهمية الاستفادة من الخبرات الوطنية لمنع انتشار الأوبئة، والتعميم على المستشفيات والمراكز الصحية، ووسائط الإعلام المتنوعة، للتعريف بالمرض ومكافحته والوقاية منه، بخاصة العاملين في تربية أو تجارة الطيور، وتوحيد المرجعيات المعنية لهذه المهمة في إطار واضح، حتى لا تتشتت الجهود.
مساعد الأمين للثروة الحيوانية بوزارة الزراعة مصباح الطراونة، بين أن إنفلونزا الطيور (AI)، هي مرض فيروسي شديد العدوى، حيواني المنشأ، يؤثر أساسا على الدواجن وبعض أنواع الحيوانات، والبشر، وتصنف سلالات فيروس AI لـ: منخفضة (LPAI) وشديدة الإمراض (HPAI).
وأشار الطراونة إلى أن LPAI له علامات سريرية قليلة أو معدومة، بخاصة لدى الدواجن، مبينا أن الأردن مستوطن بإنفلونزا H9N2 الذي يعد منخفض الإمراض في الدواجن فقط، مع انعدام أي إصابة بشرية به، لكن يمكن لسلالات إنفلونزا الطيور شديدة الإمراض، إظهار علامات سريرية حادة وحالات نفوق عالية بين الدواجن.
ولفت إلى أن الطيور البرية، بخاصة المائية، عائل طبيعي ومستودع لأنواع فيروسات تتطور، لكن تفشي "إنفلونزا الطيور" شديدة الإمراض عواقبه كبيرة على التجارة الدولية للدواجن ومنتجاتها في العالم، لذا يعد رصد هذا الفيروس ومكافحته في الدواجن ضروري، وهذا يتطلب تنفيذ تدابير الأمن البيولوجي، لتأمين قطاع الدواجن، لمنع انتقال عدوى المرض للبشر.
وأشار إلى أن تفشي فيروس HPAI الجديد (النوع الفرعي H5N1) في أميركا الشمالية مؤخرا، كان جراء تسرب الفيروس لمزارع الألبان، فأوقع إصابات بشرية، وفي الأردن، كان هناك تقرير سابق عن إصابة واحدة بين الدواجن في العام 2006 بالنوع الفرعي H5N1، جرت السيطرة عليها بالقضاء على الطيور المصابة في موقعها، وبعدها لم تسجل أي إصابات بشرية إلى اليوم.
وحول إجراءات وزارة الصحة لمواجهته، نوه الطراونة إلى أهمية إعادة التقييم الوبائي للعام الحالي، مشيرا إلى تطبيق وزارة الزراعة بروتوكولات منظمة OIE للحد من مخاطر استيراد الطيور المصابة للأردن، ووجود خطة عمل وطنية (وزارتا الصحة والزراعة) للوقاية من الفيروس ومكافحته.
ولفت إلى إنشاء فريق الاستجابة السريعة الوطني من وزارتي الصحة والزراعة والمؤسسة العامة للغذاء والدواء، وجرى تدريبه في نطاق تمرين محاكاة وطني بين هذه المؤسسات على رصد ومتابعة الفيروس، وتعزيز نظام المراقبة بوزارة الزراعة.
وبين أن هناك حالات سابقة تم التبليغ عنها لإنفلونزا الطيور، في الأعوام الـ18 الماضية في العراق وفلسطين وإيران، لكن رغم أن هذه الدول مجاورة للأردن، إلا أنه لم تسجل عندنا أي حالة إنفلونزا طيور إيجابية.
ولفت إلى انخفاض مخاطر الطيور المهاجرة، فالتقارير الصحية العالمية تشير إلى أن نسبة وفياتها سنويا بين 0.5 و1 %، وبعض وفياتها تلتهمها الضواري، وفي حال كانت هناك إصابات بين تلك الطيور المتوفاة، تنتقل عن طريق تلك الضواري.
وبين أن معظم الطيور المهاجرة للأردن تنجذب لـ3 مواقع نائية، في: وادي فيفا بالكرك، والعقبة، والأزرق، ومزارع الدواجن في هذه المواقع محدودة، منوها إلى توسع رقعة مواقع جذب الطيور المهاجرة محليا إلى السدود المحلية، فيما تجتذب الأماكن العادية الأكثر جفافا، عددا قليلا منها.
وأوضح أن تهريب أنواع نادرة من الطيور، يشكل تهديدا لانتشار فيروسات الطيور، كذلك قد تؤثر الحروب الإقليمية على مسارات الطيور المهاجرة ومناطق راحتها، ما يتوجب التنبه إليها، ورصدها، للحماية من حاملات الوباء، كما قد يكون لتغير المناخ تأثير على هجرة الطيور، وزيادة فرص تحور الفيروس بسبب الاختلاط غير المتوقع بين أنواعها وسلالاتها.
وبين الطراونة، أن هناك تدابير عالية للسلامة والأمن البيولوجيين في مزارع الدواجن الكبيرة بالأردن، التي لا تستخدم مطعوم الفيروس، بل تقوم بمسح وبائي دوري فيها، عن طريق مختبرات الثروة الحيوانية المركزية.
ولفت إلى انعقاد الاجتماع الإقليمي لمنظمة الصحة الحيوانية العالمية التنسيقي، الذي ناقش وضع إنفلونزا الطيور عالية الضراوة في المنطقة العربية، وخطط العمل الموجهة بالاستراتيجية العالمية للوقاية والمكافحة والسيطرة على المرض.