عاصفة التغيير ''جلمود '' قادمة حقيقة أم مجرد زوبعة في فنجان؟...بقلم الدكتور محمد حسن الطراونة

مشاركة

 

مؤاب - تتطاير الأخبار والشائعات عن قرب حدوث تغييرات جذرية في البلاد. الكل يتحدث عن قرارات حازمة ستطيح برؤوس الفساد، وتعيد الحق إلى نصابه. يا لها من أيام مباركة!

لكن، مهلاً! ألم نسمع هذا الكلام من قبل؟ ألم يمر علينا هذا الفيلم الهندي مراراً وتكراراً؟

في كل مرة، يخرج علينا المسؤولون بتصريحات نارية، يعدوننا بالجنة الموعودة. وفي كل مرة، نكتشف أننا أمام سراب خادع.

يتبدل المسؤولون، وتتغير الوجوه، لكن يبقى الحال كما هو عليه. الفساد يستشري، والمحسوبية تتفشى، والبيروقراطية تخنقنا.

أيها السادة، كفانا تلاعباً بعقولنا! كفانا وعوداً كاذبة!

نريد أفعالاً لا أقوالاً. نريد تغييرات حقيقية لا مجرد تغييرات شكلية.

نريد أن نرى الفاسدين في السجون لا في المناصب. نريد أن نرى الكفاءات تتولى المسؤولية لا الواسطات.

نريد أن نرى بلدنا يزدهر لا أن ينهار.

فهل ستتحقق هذه المطالب؟ هل ستشهد الأيام القادمة عاصفة تغيير حقيقية؟

أم أنها مجرد زوبعة في فنجان، ستمر مرور الكرام، ويبقى الحال على ما هو عليه؟

أخشى أن تكون الإجابة هي الاحتمال الثاني.

فقد اعتدنا على سماع الوعود، واعتدنا على رؤية السراب.

ولم يعد لدينا أمل في حدوث أي تغيير حقيقي.

ولكن، يبقى السؤال: إلى متى سنظل هكذا؟ إلى متى سنظل نعيش في هذا الوهم؟

أليس من حقنا أن نعيش في بلد يسوده العدل والمساواة؟

أليس من حقنا أن نحلم بمستقبل أفضل لأبنائنا؟

أيها السادة، كفانا صمتاً! كفانا استسلاماً!

لنرَ المسؤولين أننا لن نسكت على هذا الوضع.

لنرَهم أننا لن نقبل بأقل من التغيير الحقيقي.

فإما أن يصلحوا أوضاعنا، وإما أن يرحلوا.

فقد طفح الكيل، ولم يعد لدينا ما نخسره.

الكلمات المفتاحية