مؤاب - قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، الخميس، إن ما تسمّى "مؤسسة غزة الإنسانية"، المدعومة أمريكيا وإسرائيليا، ستفتتح اليوم مركزا لتوزيع المساعدات في وسط قطاع غزة، وذلك غداة تعليقها العمل إثر فشلها فيه جنوب القطاع وتحول مشهد توزيع مساعدات على الفلسطينيين إلى مأساة.
وأضافت: "اليوم، سيُفتتح مجمع التوزيع الثالث، ويقع، في وسط قطاع غزة، جنوب ممر نتساريم، على عكس المجمعين السابقين في رفح" .
ويفصل ممر نتساريم الذي أنشأه الجيش الإسرائيلي في مارس/آذار 2024، شمال قطاع غزة عن باقي القطاع.
وكانت المؤسسة، المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة، افتتحت قبل يومين مركزين لتوزيع المساعدات في رفح جنوبي قطاع غزة.
والثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتزام المؤسسة إقامة 4 مراكز لتوزيع المساعدات بينها 3 في جنوب قطاع غزة وواحد في وسط القطاع.
وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي: "سيتمكن مركز التوزيع الجديد، على غرار المركزين اللذين افتُتحا بالفعل، من توفير الغذاء والمساعدات الإنسانية لـ300 ألف فلسطيني من غزة أسبوعيًا".
وقالت: "هو مُخصص بشكل أساسي لفلسطينيي غزة القاطنين في وسط القطاع، والذين يبلغ عددهم حاليًا حوالي 500 ألف نسمة وفقًا لتقديرات الجيش الإسرائيلي".
ولم تخف إذاعة الجيش أن من أهداف المركز دفع الفلسطينيين للنزوح من شمال القطاع حيث قالت إن "موقع المركز جنوب ممر نتساريم يهدف أيضًا إلى تشجيع فلسطينيي غزة القاطنين في مدينة غزة وشمال القطاع على الإخلاء جنوبًا".
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن منذ منتصف مارس الماضي عن السيطرة على مناطق واسعة في شمال قطاع غزة بعد قصف كثيف وأنذر السكان بإخلاء منازلهم تحت تهديدات بما وصفها "هجمات غير مسبوقة".
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن إقامة مراكز توزيع المساعدات في جنوب ووسط قطاع غزة يهدف إلى دفع السكان في الشمال للنزوح جنوبا.
والثلاثاء، ادعت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنه "خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، عمل مركزا التوزيع في رفح كالمعتاد ودون أي حوادث غير عادية".
ونقلت عن مسؤولين في "مؤسسة غزة الإنسانية"، لم تسمهم، بأنه "تم توزيع 387 ألف وجبة طعام أمس".
إلا أن "مؤسسة غزة الإنسانية"، أعلنت الأربعاء وقف توزيع المساعدات مؤقتا بقطاع غزة، لليوم الثاني على التوالي، بسبب ما وصفته بـ"الاضطرابات".
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية، الأربعاء، عن المؤسسة المسجلة في سويسرا، قولها: "تم تعليق التوزيع مؤقتا بسبب الاضطرابات، وسيستأنف بعد فترة وجيزة من استعادة النظام واستئناف الإمدادات"، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وتحت وطأة المجاعة، فشل المخطط الإسرائيلي لتوزيع المساعدات بعد أن اقتحمت حشود فلسطينية يائسة الثلاثاء والأربعاء مركزا لتوزيع مساعدات، فقتل الجيش الإسرائيلي بالرصاص 3 منهم وأصاب 46، وأوقفت المؤسسة نشاطها "مؤقتا".
وكانت العديد من الدول والمؤسسات الإنسانية الغربية أعلنت معارضتها ألية عمل "مؤسسة غزة الإنسانية" التي دُشّنت حديثا بدعم أمريكي إسرائيلي لتوزيع مساعدات، لتكون البديل عن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" التي حظرتها تل أبيب حديثا.
وبسياسة متعمدة تمهد لتهجير قسري، وفق الأمم المتحدة، مارست إسرائيل تجويعا بحق 2.4 مليون فلسطيني في غزة، عبر إغلاق المعابر منذ 2 مارس الماضي بوجه المساعدات الإنسانية ولا سيما الغذاء، حسب المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع.
واستبعدت تل أبيب الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية، وكلفت المؤسسة المرفوضة أمميا، بتوزيع مساعدات شحيحة جدا بمناطق في جنوب قطاع غزة، وذلك لإجبار الفلسطينيين على النزوح من الشمال وتفريغه.
وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 177 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين.