crossorigin="anonymous">

محللون: حادثة الجسر تعيق وصول المساعدات الأردنية للقطاع وتفاقم معاناة سكانه

مشاركة

مؤاب - في ظل الجهود الدؤوبة التي يبذلها الأردن على الصعيدين الدبلوماسي والسياسي لإيصال المساعدات الإنسانية لأكثر من مليوني انسان في قطاع غزة، تتصاعد المخاطر التي تهدد وصول هذه المساعدات الحيوية فالحوادث التي تقع خلال تسيير القوافل إلى غزة، مثل حادثة إطلاق النار على الإسرائيليين اليوم على جسر الملك حسين، تؤثر على قدرة سكان غزة على تلقي المساعدات الضرورية.

وقال سياسيون ومحللون خلال حديثهم لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) إن إسرائيل تحاول استغلال هذه الحادثة لتبرير فرض قيود إضافية على حركة المساعدات، مدعية أن القوافل ليست آمنة وهذه الادعاءات، التي تتكرر بشكل مستمر، تُستخدم كوسيلة لتضييق الخناق على القطاع المحاصر، وتقديم مبررات لوقف أو تقييد مرور المساعدات ما يزيد من معاناة سكان غزة .

واضافوا ان الشعب الفلسطيني في غزة، فلا زال يعاني من الجوع والعطش والآثار الكارثية للعدوان المستمر منذ سنتين وإسرائيل ستستغل مثل هذه الحوادث، بما فيها حادثة اليوم لتوقف المساعدات وستروج للعالم أن القوافل ليست آمنة، ما يضيق من الحصار المفروض على أهل غزة ويعطي المبررات والحجج التي تنشدها إسرائيل.

واعتبروا ان هذه الحادثة لا تفيد أهل فلسطين عمومًا وغزَّة خصوصًا التي هي بامس الحاجة إلى تجاوز كل العراقيل التي يضعها الاحتلال وبشكل يومي.

وأضافوا إن الحادثة كانت استغلال للشريان الوحيد الذي يساعد أهل غزَّة على الصمود والبقاء أحياء وثابتون على أرضهم، ويزيد من الاعباء عليهم حيث كانت 400 طن من المساعدات تنتظر مرورها إلى غزَّة لحظة تنفيذ العملية وبذلك سيترتب على الأردن جهودًا إضافية كبيرة لتجاوز آثار هذه الحادثة على أبناء القطاع.

مدير مركز الدراسات الاستراتيجية بالجامعة الأردنية الدكتور حسن المومني قال إنَّ الحادثة التي حدثت اليوم أضرَّت بالجهود الأردنية لإغاثة قطاع غزَّة وجاءت كمبرر للحكومة الإسرائيلية لوقف تدفق المساعدات التي يبذل الأردن جهودا مضنية لإدخالها إلى أطفال غزة.

وأضاف إنه من الناحية المنطقية فقد أضرت هذه العملية بشكل كبير بأهل قطاع غزة وهم بأمس الحاجة لأي قافلة مساعدات، فالجوع هو موت بطيء لا يتحمله الإنسان، وامتد ضرر هذه العملية إلى الأردن وحشده للمواقف الدولية لإنهاء المأساة التي تجري في غزة.

وأكد أن هذه الحادثة تسببت بالضرر لأكثر من مليوني فلسطيني في غزة، وستتسبب بإجراءات تعسفية جديدة ضد أهل الضفة الغربية الذين ينتقلون يوميا من وإلى الأردن.

ولفت إلى أن الأردن استمر في تعرية كل أفعال الحكومة الاسرائيلية من على كل المنابر الدولية ووقف مدافعا عن الفلسطينيين وحادثة اليوم آثارها السلبية كبيرة جدا وأول المتضررين منها هم من ينتظرون دخول المساعدات إليهم.

ولفت إلى أن إسرائيل سترفع من إجراءاتها التعسفية وستمنع المساعدات من المرور وجاءت إليهم ورقة ضغط جديدة ستسخدمها بأقصى ما تستطيع وهذا لا يخدم الموقف الأردني في مجال الإغاثة التي يتم السعي لتوسيعها وبشكل يومي.

الكاتب والمحلل السياسي حسين الصرايرة قال إن الاحتلال الاسرائيلي سيستخدم حادثة الجسر لتقويض جهود إرسال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى غزة وعرقلتها أكثر مما هي عليه من عراقيل، والتي كان الأردن قد بنى جهودًا تراكمية على مدار عام كامل من حادثة سابقة لتجاوزها والضغط على حكومة الاحتلال لإدخال المساعدات إلى القطاع المنكوب.

وأضاف أنَّ هذه الحادثة، ستضاف إلى مسوغات الاحتلال ونشر فرقة عسكرية على طول الحدود ومخطط الضم للأراضي المحاذية للأردن، في ظل ظروف بالغة التعقيد.

وبين أنه وفي وقت الحادثة كان أهل غزَّة ينتظرون مرور 22 شاحنة مساعدات أردنية عبرت الجسر باتجاه غزة وفي إطار الإجراءات المتفق عليها وبجهود أردنية كبيرة، والتي أتاحت تسيير 4 آلاف و664 شاحنة مساعدات ضمن 201 قافلة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، ومكنت الأردن من أن يوفر خط إمداد رئيسي للمساعدات لقطاع غزة الذي يعاني كارثة إنسانية سببها ويفاقمها العدوان.

وختم الصرايرة حديثه أنَّ الأردن يضغط بكل جهوده الدبلوماسية لتخفيف آثار العدوان على الإنسان في قطاع غزة وأنَّ هذه العملية ستتسبب في إيجاد مبرر جديد للحكومة الإسرائيلية لتعطيل مرور المساعدات إلى القطاع.

استاذ القانون في الجامعة الأردنية الدكتور عمر العكور قال إنَّ الأردن يحشد الجهود الدولية من على كل المنابر بقيادة جلالة الملك لوقف حرب التجويع التي تمارسها اسرائيل على غّزَّة، وهذه العملية جاءت في ظرف دقيق وحساس على فلسطين وغزة والأردن والمنطقة كلها.

ولفت إلى أنَّ الجانب الاسرائيلي كان ينتظر مثل هذه العملية ليرفع من وتيرة الإجراءات ضد إدخال المساعدات إلى غزَّة، فبعد عراقيل فرض الرسوم والجمارك واعتداءات المستوطنين على قوافل المساعدات ستكون هناك إجراءات إضافية تمثلت بداية بإغلاق المعبر ووقف دخول المساعدات.

وقالت وسائل إعلام متعددة إنه نتيجة للحادثة، أصيب 60 سائقًا فلسطينيًا لشاحنات المساعدات القادمة من الأردن، ونُقل منهم 20 سائقًا إلى المستشفيات في مدينة أريحا، حيث أصيب السائقون بجروح متوسطة وطفيفة نتيجة الاعتداء من قبل جنود الاحتلال الذين نفذوا الاعتداء بعد الحادثة.

ونتيجة للحادثة، استغلت إسرائيل العملية التي نفذها سائق الشاحنة وأوقفت شاحنات المساعدات التي تصل من عمان إلى غزة.

الكلمات المفتاحية