مصادر: الحرس الثوري يحدد خطوطاً حمراء لهجوم تل أبيب المتوقع

مشاركة

مؤاب - أفادت مصادر إيرانية بأن الحرس الثوري يستبق الهجوم الإسرائيلي المرتقب بإجراءات عدة، من بينها التحقيق بخروقات إسرائيلية داخل صفوفه، بالإضافة إلى تجهيزات أمنية وعسكرية مثل خطط التأمين والحراسات تحسباً للاغتيالات، إلى جانب دراسته سيناريوهات الهجوم المتوقعة، وتحديد الخطوط الحمراء الإيرانية المرتبطة بها.

وكان الاحتلال الإسرائيلي هدد بأن الرد الإيراني في 1 أكتوبر/تشرين الأول 2024 على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، "ستكون له عواقب شديدة"، وأن المستوى العسكري في "إسرائيل" لديه خطط لذلك.

تحقيقات واسعة بالخروقات

مسؤول أمني في مكتب المرشد الأعلى الإيراني  قال إن طهران تعتقد بأن "الاختراقات الإسرائيلية موجودة داخل حزب الله وإيران أيضاً".

وأضاف أنه "بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، بدأت تحقيقات واسعة النطاق، ومستمرة إلى الآن، داخل المؤسسات الأمنية والاستخباراتية والحرس الثوري".

وكشف أن المرشد الأعلى علي خامنئي، يشرف على هذه التحقيقات شخصياً. 

وأوضح أن "التحقيقات الموسعة تجري مع قيادات في الحرس الثوري من الصف الأول والثاني، وأن البعض منهم تحت الإقامة الجبرية، إلى حين انتهاء التحقيقات".

ولم يرغب المصدر في شرح الكثير من التفاصيل حول هذا الأمر.

طهران تدرس سيناريوهات الهجوم الإسرائيلي

من جانبه، قال مسئول أمني في مكتب المرشد الأعلى الإيراني إن القيادة العليا في إيران ترى أنه "من المحتمل بشكل كبير أن تلجأ إسرائيل لضرب المنشآت النفطية الإيرانية، لكي تشل اقتصاد البلاد، وتضر الشعب الإيراني بشكل كبير".

وأفاد كذلك بأنها تتوقع أن تستهدف "إسرائيل" في الأيام المقبلة البنية التحتية العسكرية الإيرانية، مثل مقرّات الحرس الثوري وثكناته في جميع أنحاء البلاد، وأماكن إنتاج وتخزين الصواريخ الباليستية والأسلحة الأخرى، مثل مرافق تزويد الصواريخ بالوقود، بالإضافة إلى وزارة الدفاع الإيرانية.

ولم تستبعد أن يقوم الاحتلال الإسرائيلي باستهداف المؤسسات السياسية والأمنية داخل طهران، مثل مكتب المرشد الأعلى، ووزارة المخابرات، والقصر الرئاسي، ومبنى الإذاعة والتلفزيون الحكومي، بحسب المصدر ذاته.

وأضاف: "كما أننا نتوقع بأن تقوم إسرائيل باغتيال قادة كبار من الحرس الثوري داخل إيران، أو اغتيال القادة المسؤولين عن البرنامج الصاروخي الإيراني، الذين ساهموا في الهجوم الإيراني على إسرائيل".

وتابع بأنه "تم تغيير خطط التأمين والحراسات الأمنية بالكامل منذ اغتيال حسن نصرالله، وتغييرها مرة أخرى بعد الرد الإيراني على إسرائيل". 

التوقع باستهداف المنشآت النفطية والنووية الإيرانية

عن الأهداف المحتملة الأخرى للهجوم الإسرائيلي، قالت مصادر من الحرس الثوري الإيراني إن طهران تتوقع أن تقوم "إسرائيل" بشن هجمات قوية وعنيفة داخل الأراضي الإيرانية، ومن الممكن أن تشمل المنشآت النفطية أو النووية.

وفقاً للمصادر، فإنه في آخر اجتماع بين كبار قادة الحرس الثوري والاستخبارات مع المرشد الأعلى الإيراني، تمت مناقشة احتمالات الهجوم الإسرائيلي التي جاء في مقدمتها استهداف إسرائيلي للمنشآت النفطية أو النووية.

في هذا الصدد، قال المصدر الأمني من مكتب المرشد الأعلى الإيراني: "صحيح أن بايدن قال علانية إنه لن يدعم مهاجمة إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية، لكننا لا نستبعد هذا الأمر". 

وأكد أنه "إذا قررت إسرائيل مهاجمة المنشآت النووية، فهذا يعني أنها تريد الدخول في حرب شاملة مع إيران".

وقالت المصادر أيضاً، إن قادة إيران يتوقعون أنه إذا قررت إسرائيل مهاجمة المنشآت النووية الهامة، فسيكون أمامها منشأة نطنز أو المنشآت النووية المركزية في أصفهان، ومنشآت الأبحاث النووية في أصفهان أيضاً. 

الخطوط الحمراء الإيرانية

أكدت المصادر الإيرانية من الحرس الثوري ومكتب المرشد، أن مهاجمة إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية سواء من الجو أو من خلال عملائها داخل إيران، تمثل خطوطاً حمراء لن تقبل بها طهران بأي شكل من الأشكال". 

وقالت إن "الهجوم على المنشآت النووية سيقابل برد إيراني قوي، من الممكن أن يصل إلى حد تطوير سلاح نووي للدفاع عن النفس".

أما بالنسبة للمنشآت النفطية، فقالت إن هذا الاحتمال وارد بنسبة 90% بالنسبة للقيادة الإيرانية، مثل حقول النفط، ومصانع البتروكيماويات، والطاقة، إذ إنها تمثل أماكن سهلة بالنسبة للاستهداف الإسرائيلي، لأنها على عكس المنشآت النووية، مفتوحة، ويسهل استهدافها من خلال الهجمات الجوية.

عن الخطوط الحمراء الإيرانية أيضاً، أكدت أن أي اغتيال يطال القيادة العليا في البلاد لن تتهاون معه إيران.

-عربي بوست

الكلمات المفتاحية