"واللا": الجيش الإسرائيلي قد يواصل أنشطته في غزة لعام آخر

مشاركة

مؤاب - يعمل الجيش الإسرائيلي في ثلاثة قطاعات مركزية في قطاع غزة حاليا؛ هي: جباليا، وممر نتساريم، ورفح، ولا تلوح نهاية قريبة في القطاع، بل ثمة تقديرات بتواجد الجيش لعام آخر.

ويقدر الجيش أن المهمة قد تطول، إذ إن الهدف المعلن ليس فقط القضاء على العناصر المسلحة فحسب، بل تدمير بنيتها التحتية فوق الأرض وتحت الأرض، لمنع الحاجة إلى الدخول المستقبلي للمنطقة.

وأقامت القوات الإسرائيلية في جباليا منطقة عازلة تفصل مخيم اللاجئين عن مدينة غزة جنوبًا، ويحاول عناصر الناحال التغلب على كتيبة الشفورة التابعة لحماس، منذ شهور.

وبحسب تقرير لموقع "واللا" العبري، فإنه في ممر نتساريم ، تواصل الفرقة 252 توسيع المنطقة الخاضعة لسيطرتها، ولم يبق في مخيم اللاجئين سوى بضع مئات من عناصر حماس.

واستكمل الجيش إنشاء منطقة عازلة على بعد نحو خمسة إلى ستة كيلومترات جنوب الحدود الشمالية للقطاع.

وتشكل المنطقة العازلة فصلاً تاماً بين جباليا والبلدات المجاورة لها ومدينة غزة، ويمنع أي اتصال بين من تبقى من العناصر في الشمال ومن يتواجدون في الجنوب.

وعلى طول المحور، تم إنشاء منافذ تسمح بالتفتيش الدقيق على السكان المتجهين جنوبًا.

 وألقت السلطات الإسرائيلية القبض على كل من حاول المرور من العناصر عبر محور نتساريم، أثناء محاولتهم الاستفادة من عمليات إخلاء السكان للهروب جنوباً.

ويقدر الجيش الإسرائيلي أن الإنجازات الميدانية ذات أهمية إستراتيجية، من شأنها دفع حماس إلى الأمام في مفاوضات صفقة الرهائن مرتين.

وذكر التقرير أنه "إلى جانب القتال المستمر والاعتقالات في المدينة، يعرّف الجيش الإسرائيلي جباليا بأنها النواة الصلبة لحركة حماس في شمال قطاع غزة، بعد أن تمركز هناك مئات العناصر وكبار قادة الحركة ولديهم العبوات الناسفة الكثيرة، التي تم زرعها في المنازل استعداداً لوصول عناصر الجيش الإسرائيلي.

ووفقا لمسؤولين في الجيش، تم الاستيلاء على كل المنازل في المنطقة".

وفي عملية سريعة استمرت ثلاث ساعات أمس، داهم مقاتلو لواء جفعاتي مجمع مدارس متعدد الطوابق في قلب مخيم جباليا للاجئين. 

وقال الجيش الإسرائيلي إنه خلال العملية "تم اعتقال حوالي 100 عنصر من حماس وتم القضاء على 40 آخرين، منهم 22 في معارك قريبة و18 من الجو".

 وذكر ضابط إسرائيلي في جباليا، أن العناصر الفلسطينية ارتكبوا خطأ تكتيكياً فادحاً، حيث خرجوا ضمن فرقة مكونة من العشرات مباشرة إلى منطقة الإبادة.

ووفق "واللا"، يعمل عناصر النحال ومن بينهم الكتيبة 931 في رفح على تدمير البنية التحتية للعدو وتدمير القدرات تحت الأرض، وتم خلال الهجمات العثور على قذائف هاون موجهة نحو إسرائيل، وتضم الذخائر التي تم الاستيلاء عليها متفجرات وقنابل يدوية وبنادق كلاشينكوف بكميات كبيرة.

وأضاف: "عثرت القوات الإسرائيلية، بداية الأسبوع، على صاروخ موجه مضاد للدبابات روسي الصنع، من نوع لم يسبق له العثور عليه في القطاع، ولاحقاً عثرت على منصتي إطلاق للصاروخ في منطقة شفورا.

وتمكنت كتيبة النحال من الوصول إلى معظم أنحاء الحي، واضطر قائد كتيبة الشفورة إلى تغيير موقعه ثلاث مرات.

ونقل التقرير عن الرائد بتسلئيل الموجود في أجواء القتال قوله إن الأضرار الكبيرة التي لحقت بالحركة تحت الأرض أجبرت حماس على القيام بتحركات فوق الأرض، لكن العناصر ما زالوا يواصلون الاختباء والبحث عن نقاط ضعف القوات الإسرائيلية.

وفي الأماكن التي عمل فيها الجيش الإسرائيلي في الماضي، تستغل العناصر رحيل القوات حتى تعود لقوتها، وإعادة الاستقرار في مواقعهم الأمامية.

وتتمثل المهام الرئيسة المتبقية وفق تقرير "واللا"، في تدمير ما تبقى من البنية التحتية لحماس واستكمال تدمير نظام مترو الأنفاق، مع تلميح بالبقاء لعام آخر، للقضاء تماما على هذه البنية التحتية.

ويقدر الجيش الإسرائيلي أنه في كل يوم من أيام القتال يتم القضاء على ما بين 20 إلى 40 عنصرا، وأصبحت النقطة الأمامية للقوات قاعدة دائمة وتضاعفت مساحتها في محور نتساريم.

وتعتبر المنطقة إستراتيجية بالنسبة لإسرائيل لسيطرتها على شمال الغلاف، مع التركيز على مستوطنة سديروت والقطار الذي يمر عبرها.

وقال الموقع إن الجيش الإسرائيلي يدرس ترك قوات دائمة في منطقة الممر الموسع التي تم إنشاؤها، مما يشير إلى الاستعداد لنشاط طويل الأمد، لا إلى خروج قريب.

وأضاف: "الممر هو حاجز عازل يفصل شمال قطاع غزة عن جنوبه، ويتيح السيطرة على تحركات المواطنين بين أجزاء القطاع. ويخلق توسيعه واقعاً جديداً على الأرض يؤثر على استمرار القتال وعلى الخيارات السياسية المستقبلية".

 

الكلمات المفتاحية