مؤاب - مع استمرار العدوان الصهيوني على غزة، يواصل القطاع السياحي نزيفه في ظل تراجع الطلب جراء تخوف السياح من القدوم للمنطقة بمجملها.
وبعد الإعلان عن إغلاق 126 منشأة فندقية في المملكة منذ جائحة كورونا وحتى نهاية العام 2024، تؤكد معلومات حصلت عليها الغد تعرض القطاع لنكسة جديدة، حيث إن 23 % من مكاتب السياحة والسفر لم تجدد تراخيصها، ما يشي بخروج شركات من القطاع جراء الأزمة التي يمر بها القطاع.
200 مكتب سياحة وسفر لم يتم تجديد ترخيصها من أصل 860 مكتبا في السوق المحلية، بحسب الناطق الرسمي باسم جمعية وكلاء السياحة والسفر رافع الطاهات.
الغد استطلعت آراء عاملين في القطاع، في محاولة لبيان أسباب عدم الترخيص، ليؤكدوا أن الظروف الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة وعلى رأسها استمرار العدوان الصهيوني على غزة أدت إلى تراجع واضح في عمل مكاتب السياحة والسفر ما أدى لعدم قدرة الكثير من المكاتب على تغطية كلف الترخيص.
وأشاروا إلى وجود عدد كبير من أصحاب المكاتب يعجزون عن تسديد التزاماتها ومصاريفها الأساسية ورواتب موظفيها.
ويشار إلى أن حجم العمالة في قطاع مكاتب السياحة والسفر يتجاوز 7 آلاف موظف.
وقال الطاهات إن هنالك مجموعة من المكاتب أعلنت أنها ستضطر الى الإغلاق في حال تم إجبارهم على دفع الرسوم المترتبة عليهم لهذا العام.
وطالب الطاهات الجهات المعنية بضرورة دعم القطاع الذي يعاني من تراجع الإقبال تزامنا مع وجود التزامات وكلف تشغيلية أربكت القطاع.
من حهته، قال صاحب مكتب سياحة وسفر عطالله أبو عساف "إن المكاتب تعاني معاناة لا توصف". وأكد أن هنالك مجموعة كبيرة من أصحاب المكاتب عاجزون عن تسديد الالتزمات والمصاريف. لافتا إلى أن تلك المعاناة باتت تهدد القطاع والعاملين فيه.
وأضاف أبو عساف أن هناك مجموعة من اصحاب المكاتب أعلنت عن احتمال إغلاق منشأتهم جراء صعوبة استمرارهم بممارسة أعمالهم.
وتراجع عدد السياح الذين زاروا الأردن خلال الشهور العشرة الأولى من العام الحالي بنسبة 6.6 %، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بحسب بيانات صادرة عن وزارة السياحة والآثار. وبلغ عدد زوار الأردن من السياح الدوليين 5.191 مليون سائح مقارنة مع 5.559 مليون.
واتفق مدير مكتب سياحة وسفر ممدوح العلي مع سابقه في الرأي حول تهديدات القطاع ومعاناته منذ أكثر من عام، لافتا إلى أن استمرار الوضع الراهن كما هو سيؤدي إلى خروج الكثير المكاتب من السوق.
وأكد أن تراجع الحركة السياحية ضرب المكاتب في مقتل ما أدى إلى عزوف الكثيرين عن تجديد ترخيصهم.
وطالب العلي مختلف الجهات المعنية الوقوف بجانب القطاع السياحي ودعمه بشكل مباشر ليستطيع الصمود، وليستمر في تقديم خدماته حتى يعود التعافي إلى القطاع.