مؤاب - لم تكن مسألة وقف إطلاق النار في قطاع غزة إلا قضية شائكة ومعقدة، تتطلب تحليلاً دقيقاً ومتعمقاً لفهم أبعادها السياسية والعسكرية والإنسانية، فأن إجبار إسرائيل على وقف إطلاق النار في غزة يعد نصراً فلسطينا بامتياز في ظل عدم وجود توازن للقوى حيث يمثل وقف إطلاق النار إفشالاً لمشروع الاحتلال الصهيوني الذي يسعى إلى السيطرة على كامل الأراضي الفلسطينية.
فهو يؤكد على حق الشعب الفلسطيني في المقاومة، ويثبت أن الاحتلال ليس أمراً حتمياً، حيث أن صمود الشعب الفلسطيني في وجه العدوان الإسرائيلي المتكرر، وقدرته على فرض وقف إطلاق النار، يعزز من روحه المعنوية ويؤكد على تمسكه بحقوقه المشروعة.
إن إجبار إسرائيل على وقف إطلاق النار يؤشر إلى تغير في موازين القوى على الأرض، حيث أصبحت المقاومة الفلسطينية تمثل قوة لا يمكن تجاهلها، وأن النصر الفلسطيني في هذا الصراع يساهم في تعزيز الدعم الدولي للقضية الفلسطينية، ويزيد من الضغط على إسرائيل لإنهاء احتلالها.
كما أن وقف إطلاق النار يمثل تحقيقاً جزئياً لأهداف المقاومة الفلسطينية، والتي تتمثل في رفع الحصار عن غزة، وتحقيق الاستقلال الوطني.
حيث أنه من العوامل المؤثرة في تحقيق النصر هو وحدة صف فصائل المقاومة الفلسطينية العامل الأساسي في تحقيق النصر، فقد جعلته المقاومة أكثر قوة وصلابة.
ولن أنسى هنا أيضا الدعم العربي والإسلامي للقضية الفلسطينية وخصوصا الدور الحوري والريادي الأردني الذي قام به جلالة الملك عبدالله الثاني من خلال جولاته الدولية وخطابته في كل المحافل العالمية وإصراره على إدخال المساعدات الغذائية والطبية والإنسانية والمستشفيات الميدانية ، كما أنني أشيد بالدور المصري والقطري ومنع مخططات التهجير واستعمال الدبلوماسية الدولية الذي لعب دوراً حاسماً في تعزيز صمود المقاومة وشكل ضغطاً دولياً على إسرائيل لوقف عدوانها وكان بطل هذا المشهد هو الدور الأردني المصري في كافة المحافل والمناسبات الدولية وتأكيده على أن ذلك خط أحمر وبمثابة إعلان حرب.
إن التطور المستمر في قدرات المقاومة الفلسطينية العسكرية يجعلها أكثر قدرة على مواجهة الاحتلال، وعلى الرغم من تحقيق هذا النصر، إلا أن التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية لا تزال قائمة، وخصوصا في ظل النزاعات والانقسامات التي تشهدها الضفة العربية فإسرائيل تسعى دائماً إلى إضعاف المقاومة الفلسطينية، وتحقيق أهدافها الاستعمارية. لذلك، يجب على الفلسطينيين مواصلة نضالهم حتى تحقيق كامل حقوقهم وإن كان إجبار إسرائيل على وقف إطلاق النار في غزة يمثل انتصاراً مهماً للشعب الفلسطيني، ولكنه ليس نهاية الصراع، فالمقاومة الفلسطينية ستظل مستمرة حتى تحقيق الحرية والاستقلال.
ولم استطع أنسى مشهد جلالة الملك عبدالله الثاني وهو يضع نفسه أمام أكبر تحدي حينما صعد بنفسه في طائرة المساعدات الإنسانية وقام بإنزال هذه المساعدات على أحرار غزة دون أن ينظر إلى خطورة الموقف وسط منطقة حرب يجوز فيها إطلاق القذائف والقنابل تحت مسمى حالة حرب..كما لم يتوقف المشهد ومع وصول تكهنات وقف إطلاق النار كان جلالة الملك في الصفوف الأولى لتجهيز أكبر شاحنة مساعدات تنطلق إلى غزة مع بداية ساعات الهدنة تعد الأكبر في شاحنات المساعدت التي قدمها العالم لغزة حفظ الله أردنا وقائدنا وجيشينا وأطبائنا في ميدان المستشفيبات الميدانية الأردنية بغزة