الحصبة في المغرب: تهديد يمتد إلى المنطقة العربية

مشاركة

مؤاب - شهد المغرب خلال الفترة الأخيرة تفشياً واسعاً لمرض الحصبة، مما أثار قلقاً بالغاً ليس فقط على صحة المواطنين المغاربة، بل امتد إلى دول المنطقة العربية بأكملها. هذا الوباء الذي كان يُعتقد أنه تم القضاء عليه تقريباً، عاد ليذكرنا بأهمية التطعيمات وضرورة اليقظة المستمرة.

أسباب الانتشار:

 

1-تراجع معدلات التطعيم: يعود السبب الرئيسي لانتشار الحصبة في المغرب إلى تراجع معدلات التطعيم في السنوات الأخيرة، خاصة بعد جائحة كورونا.

 2-انتشار المعلومات المغلوطة: ساهمت المعلومات المغلوطة المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي حول مخاطر اللقاحات في زيادة التردد لدى بعض الأشخاص عن تلقي التطعيمات لأطفالهم.

 3-التغيرات المناخية: قد يكون لتغير المناخ دور في زيادة انتشار الأمراض المعدية بشكل عام، بما في ذلك الحصبة.

تأثير الحصبة على المغرب:

1 -زيادة حالات الإصابة والوفاة: سجلت المغرب آلاف الحالات الإصابة بالحصبة ومئات الوفيات، خاصة بين الأطفال.

 2 -ضغط على النظام الصحي: أدى تفشي المرض إلى زيادة الضغط على النظام الصحي المغربي، مما استدعى اتخاذ إجراءات استثنائية لمواجهة هذا الوباء.

 3 -تراجع الاقتصاد: قد يؤدي تفشي الأمراض المعدية إلى تراجع النشاط الاقتصادي بسبب غياب الأيدي العاملة وتراجع السياحة.

تأثير الحصبة على الدول العربية:

 

1-انتشار العدوى: نظراً لارتفاع حركة التنقل بين الدول العربية، فإن تفشي الحصبة في المغرب يزيد من خطر انتشار العدوى إلى دول أخرى في المنطقة.

 2-تهديد الأمن الصحي: يشكل تفشي الحصبة تهديداً للأمن الصحي في المنطقة العربية، مما يستدعي تعزيز التعاون بين الدول لمواجهة هذا الخطر.

 3-تراجع التنمية: قد يؤدي تفشي الأمراض المعدية إلى عرقلة جهود التنمية في الدول العربية، خاصة في مجال الصحة والتعليم.

الوقاية ومكافحة الحصبة:

 

1-التطعيم: يبقى التطعيم هو السلاح الأهم لمكافحة الحصبة، ويجب على جميع الدول العربية تشجيع المواطنين على تلقي التطعيمات اللازمة.

 2-نشر الوعي: يجب تكثيف حملات التوعية حول أهمية التطعيمات وأخطار الأمراض المعدية، وذلك من خلال وسائل الإعلام المختلفة.

 3-التعاون الدولي: يجب تعزيز التعاون بين الدول العربية ومنظمات الصحة العالمية لمكافحة الأمراض المعدية بشكل عام والحصبة بشكل خاص.

إن تفشي الحصبة في المغرب يمثل جرس إنذار للدول العربية بأكملها، ويؤكد على أهمية الاستثمار في الصحة العامة وتعزيز التعاون الإقليمي لمواجهة التحديات الصحية المشتركة. يجب على جميع الدول العربية أن تتعلم من تجربة المغرب وأن تتخذ الإجراءات اللازمة لمنع انتشار هذا المرض وحماية صحة مواطنيها.

الدكتور محمد حسن الطراونة 

الرابطة الطبية الاوروبية الشرق أوسطية الدولية

الكلمات المفتاحية