مؤاب - دخلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يومها الـ629، وسط تصعيد عسكري عنيف وحصار خانق، في ظل دعم عسكري وسياسي أميركي وغربي، وصمت عربي مطبق.
وتواصل إسرائيل، وفق منظمات حقوقية وتقارير طبية، ارتكاب مجازر وجرائم إبادة جماعية ضد المدنيين، بالتزامن مع منع دخول المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الغذاء والماء والدواء.
وخلال الساعات الـ24 الماضية، استشهد 100 فلسطيني على الأقل، وأصيب العشرات في سلسلة من الغارات الإسرائيلية التي طالت مناطق متعددة في قطاع غزة، بينهم 14 شهيدا من منتظري المساعدات في المناطق الوسطى.
وفجر الخميس، استشهد ثلاثة فلسطينيين وأصيب آخرون بعد قصف استهدف طالبي المساعدات ومنزلاً في مخيم النصيرات وسط القطاع. كما استشهد خمسة آخرون في قصف طال مدرسة تؤوي نازحين في حي الشيخ رضوان غربي غزة.
وفي بلدة بني سهيلا شرق خانيونس جنوبي القطاع، أسفر قصف إسرائيلي عن استشهاد أربعة مدنيين في منطقة "ارميضة".
وبذلك ترتفع حصيلة الشهداء الذين سقطوا أثناء تجمعهم في مراكز توزيع المساعدات إلى 549 شهيدا، وفق ما وثقه مكتب الإعلام الحكومي في غزة، إضافة إلى أكثر من 4,000 مصاب، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة.
وفي اليوم الـ101 من استئناف الحرب بعد فشل الهدنة، توعدت كتائب عز الدين القسام بمواصلة استهداف الجيش الإسرائيلي، وقال المتحدث باسمها إن "جنائز جنود العدو ستصبح حدثا يوميا طالما استمر العدوان"، وذلك بعد بث مشاهد لعملية تفجير ناقلتي جند إسرائيليتين في خانيونس.
على الصعيد الدولي، حذرت فرجينيا غامبا، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الأطفال والنزاع المسلح، من الصمت الدولي تجاه ما يتعرض له أطفال غزة، قائلة:
"لا يمكن للمجتمع الدولي أن يواصل الوقوف مكتوف الأيدي أمام ما يحدث في غزة".
سياسيا، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إن هناك تقدما كبيرا في المفاوضات بشأن غزة، وأشار إلى أن مبعوثه ستيف ويتكوف أبلغه بأن الاتفاق بات قريباً.
من جانبها، أكدت حركة حماس أنها تتعامل بإيجابية مع أي مبادرات تقود إلى وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب كامل لقوات الاحتلال من القطاع، في إطار ما يبدو أنه تحركات دبلوماسية مكثفة لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من 20 شهرا.