مؤاب - القصة السابعة - في إحدى الضواحي الهادئة بولاية نيويورك، اختفت طفلة صغيرة تدعى بيزلي شولتيس من منزل أسرتها دون أن تترك خلفها أي أثر. كانت في الرابعة من عمرها فقط، ببراءة الأطفال وضحكتهم، لكنها ذابت فجأة من حياة الجميع، تاركة أسرتها ومجتمعها في دوامة من الحيرة والخوف.
منذ اللحظة الأولى، لم تغب الشبهات عن المحققين. فقد كان والداها البيولوجيان قد حُرما من حق حضانتها، ومع ذلك، بدا وكأن خيوط القضية تتجه نحوهما. لكن الحقيقة كانت مراوغة، والقانون لا يتحرك إلا بالأدلة... والأدلة كانت معدومة.
مرّت الشهور والسنوات، وزارت الشرطة منزل الزوجين أكثر من مرة. في كل زيارة، كان ردّهما ثابتًا: إنكار قاطع لأي صلة بمكان الطفلة، ونظرات غاضبة تتهم المحققين بتجاوز حدودهم. بدا أن القضية تسير نحو الإغلاق، وأن بيزلي قد ضاعت في عالم الصمت والنسيان.
لكن ذات يوم، تغيّر كل شيء. حصلت الشرطة على الإذن الذي طال انتظاره لتفتيش المنزل مرة أخرى. كانت الساعة تمضي ببطء، وأفراد الفريق يفتشون الغرف والممرات والخزائن، ولا شيء يوحي بوجود الطفلة. حتى القبو، الذي كان باردًا وصامتًا، بدا خاليًا من أي أسرار... أو هكذا ظنوا.
أحد المحققين، وبعين خبيرة، لاحظ شيئًا غريبًا في بيت الدرج المؤدي إلى القبو. لم يكن الأمر واضحًا، لكنه كان كافيًا لإيقافه عن الحركة. اقترب، وبدأ يطرق على الخشب، فصدر صوت مكتوم. لحظات من الصمت... ثم أُزيحت قطعة من الخشب لتكشف عن فتحة ضيقة، داخلها فضاء صغير يكاد لا يتسع لشخص واحد.
هناك، وسط الظلام، كانت بيزلي. عيناها تلمعان بخوف ودهشة، وملامحها تقول إنها عاشت أيامًا طويلة في عزلة عن العالم. ورغم كل شيء، كانت بصحة جيدة. لحظة العثور عليها كانت صادمة، حتى للمحققين المخضرمين، الذين أدركوا أنهم يقفون أمام واحدة من أكثر قضايا الاختطاف إتقانًا وغموضًا.
أُعيدت الطفلة إلى حاضنيها القانونيين، بينما وُجهت إلى الأب والأم والزوجة تهمٌ بخرق أوامر الحضانة وتعريض حياة طفلة للخطر. انتهت القصة على الورق، لكن تفاصيلها بقيت عالقة في أذهان كل من شارك في كشفها، كجرس إنذار بأن بعض الأسرار قد تعيش في قلب البيوت، خلف باب مغلق أو تحت درجات سلم لا يلحظها أحد.