crossorigin="anonymous">

وزير الخارجية يسلم رئاسة الدورة العادية لمجلس جامعة الدول العربية الى دولة الإمارات

مشاركة

مؤاب - سلّم نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، اليوم، في الجلسة الافتتاحية للدورة العادية الـ 164 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، رئاسة الدورة العادية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة.

 

وألقى الصفدي كلمة افتتاحية في الجلسة تاليًا نصها:

 

"بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيدنا محمد،

النبي العربي الهاشمي الأمين،

الزملاء الأعزاء،

نجتمع اليوم في دورة عادية، في ظروف إقليمية لا شيء فيها عادي. خطر العدوانية الإسرائيلية يتفاقم؛ تهديدًا لكل نظامنا العربي ولأمن منطقتنا.

نواجه نظامًا إسرائيليًّا لا حدّ لوحشية حروبه التدميرية على غزة، وعلى الضفة الغربية المحتلة وعلى استقرار سوريا ولبنان ومستقبلهما. حكومة إسرائيل تجاهر أنها تريد تغيير خريطة المنطقة. لا تكترث بقانون دولي، ولا ترتدع بقيمة إنسانية. دمّرت غزة. تسرق الأرض الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، وتعلن أنها تريد فرض سيادتها على الضفة الغربية. تحتل أرضًا سورية جديدة وتستغل أوجاع المرحلة الانتقالية في سوريا، بعد عقود القهر والمعاناة، لتعبث بنسيجها الوطني، وتنتهك سيادتها وتصنع الفتنة المستهدفة أمنها واستقرارها ووحدتها، وتستمر في احتلال أراضٍ لبنانية، وترفض تنفيذ حتى ما التزمته في اتفاقيات سابقة.

تجعل إسرائيلُ غزةَ أرضًا يبابًا غير قابلة للحياة تنفيذًا لمخطط استعماري تهجيري، وتحاصر الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة وقيادته اقتصاديًّا ومعيشيًّا، لتدمر التمثيل الشرعي للشعب الفلسطيني، وتمهيدًا لمخططات تهجيرية أيضًا.

تريد الحكومة الإسرائيلية تغيير خريطة المنطقة لتفرض الهيمنة الإسرائيلية على عالمنا العربي.

هذا هو الخطر الذي يجب أن يفرض إعادة تقييم لجميع أدوات عملنا المشترك.

التحدي غير مسبوق. التهديد هو لأمننا المشترك، لاستقرار منطقتنا، لمصالحنا، لمستقبلنا. نحن نعمل من أجل السلام العادل، لتحقيق الأمن الشامل، والاستقرار الدائم، لبناء المستقبل الذي يعيش فيه الفلسطينيون والإسرائيليون وكل شعوب المنطقة بأمان وتعاون وأمل. لكن إسرائيل تمعن في إجراءاتها اللا شرعية، وسياساتها التوسّعية، وحروبها الوحشية. تعمل من أجل الهيمنة على المنطقة.

مواجهة هذا الخطر المحدق تتطلب عملًا عربيًّا جماعيًّا. علينا أن نعمل معًا، وفق استراتيجية شاملة، استراتيجية سياسية، اقتصادية، قانونية، دفاعية، توظف كل الأدوات المتاحة، لحماية مستقبلنا ومصالحنا، ولحماية حق المنطقة في العيش بسلام عادل ودائم، طريقها الوحيد هو تلبية حق الشعب الفلسطيني في الحرية والدولة المستقلة ذات السيادة على ترابه الوطني، وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية.

الزملاء الأعزاء،

يبقى وقف العدوان الهمجي على غزة، وإنهاء المجاعة التي صنعتها إسرائيل في القطاع، تحت أنظار العالم أجمع، أولويتنا. وندعم الجهود المصرية القطرية الأميركية المستهدفة التوصل لوقف دائم لإطلاق النار.

نقف بثبات على خطنا الأحمر رفض تهجير الفلسطينيين من وطنهم ونحذّر منه جريمة نتصدى لها بكل ما أوتينا.

نكرّس كل إمكاناتنا لمواجهة كل محاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني في مقدسات القدس الإسلامية والمسيحية، التي يحمل صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله أمانة الوصاية الهاشمية التاريخية عليها.

ندين الإجراءات الإسرائيلية اللا شرعية في الضفة الغربية المحتلة التي تستهدف منع تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس المحتلة على أساس حل الدولتين. ندين هذه الإجراءات، وندين تصريحات المتطرفين العنصريين في الحكومة الإسرائيلية عزمهم فرض السيادة على الأرض الفلسطينية المحتلة ونرفضها، خطاب كراهية عبثي يجب أن يدينه كل من يؤمن بالسلام في المجتمع الدولي.

ندعم السلطة الوطنية الفلسطينية والرؤية الإصلاحية التي أعلنها فخامة الرئيس محمود عباس، رئيس دولة فلسطين، ونؤكّد أهمية الالتزامات التي احتوتها رسالتا فخامته إلى سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية الشقيقة، وإلى فخامة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

ونؤكّد أهمية مؤتمر حل الدولتين الذي نظمته المملكة العربية السعودية بالتعاون مع جمهورية فرنسا في شهر تموز الماضي. ونشدد على تاريخية المؤتمر الذي ستنظمه الدولتان على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وما ستشهده هذه الاجتماعات من اعترافات بالدولة الفلسطينية.

سيكون هذا المؤتمر صرخة للحق الفلسطيني، وتأكيدًا على الخيار الفلسطيني العربي الاستراتيجي تحقيق السلام العادل والشامل والدائم، الذي يضمن أمن كل دول المنطقة.

ونثمن عالياً جهود السعودية الشقيقة وفرنسا هذه، ومستمرون في العمل معًا لتحقيق هدفها.

وندعم جهود سوريا لإعادة البناء على الأسس التي تضمن أمنها واستقرارها وسيادتها وسلامة كل مواطنيها وتحفظ حقوقهم. نحذر من تبعات الاعتداءات والتدخلات الإسرائيلية في سوريا وشؤونها، ونقف مع سوريا الشقيقة في مواجهة كل مخططات التقسيم، وفي ضمان أمن كل أهلها، مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات.

استقرار سوريا ضرورة استراتيجية عربية ودولية. وحل الأزمة في الجنوب السوري على الأسس التي تحفظ وحدة سوريا وتضمن سيادة القانون وأمن المواطنين وحقوقهم كاملة أولوية نعمل عليها مع الأشقاء في الحكومة السورية. ومن أجل تحقيق هذا الهدف، استضافت المملكة اجتماعات عمّان الأردنية السورية الأميركية لتثبيت وقف إطلاق النار في محافظة السويداء في الجنوب السوري، وحل الأزمة هناك بما ينهي العبث الإسرائيلي، ويحفظ أمن سوريا وأمن المحافظة وأهلها جزءًا لا يتجزّأ من سوريا ومستقبلها.

ندعم أمن لبنان وسيادته واستقراره وجهود الدولة اللبنانية تفعيل دور مؤسساتها.

نقف مع وحدة السودان أرضًا وشعبًا ونرفض أي محاولات تمس وحدته ومقدراته، وندعو إلى وقف فوري لإطلاق النار والتوصل لحل سياسي يوقف العنف الذي يدفع ثمنه الشعب السوداني ويضمن للسودان مستقبلًا آمنًا مستقرًا مشرقًا.

وندعم كل الجهود المستهدفة حل الأزمات وتجاوز التحديات في ليبيا واليمن.

الزملاء الأعزاء.

العمل العربي المشترك ليس ترفًا. هو مصلحة مشتركة. وفي هذا الزمن العربي الصعب، هو ضرورة يجب أن نضعها على رأس أولوياتنا.

أشكركم، وأشكر معالي الأمين العام وفريقه على جهودهم خلال ترؤس المملكة للدورة الـ 163 لمجلس الجامعة الوزاري.

وأدعو معالي الأخ خليفة المرر، وزير الدولة في وزارة الخارجية في دولة الإمارات العربية الشقيقة، لتسلم رئاسة الإمارات الدورة الجديدة لمجلسنا، مع تمنياتي للإمارات الشقيقة التوفيق في جعل الدورة القادمة دورة ناجحة في تفعيل عملنا العربي المشترك لمواجهة التحديات وخدمة مصالحنا المشتركة.

--(بترا)

الكلمات المفتاحية