مؤاب - ان ما يجري في المنطقة من احداث ساخنة وضعت الشرق الاوسط على صفيح ساخن جعلت البحث عن الامان هاجسا رئيسيا لرأس المال الذي بات مترددا ومتأنيا بطبيعة الحال من فكرة التوجه الى المنطقة والاستثمار فيها رغم ما تقوم به الدول المستقرة وفي مقدمتها الاردن من جهود كبيرة جدا وعلى كافة المستويات لإقناع العالم والمستثمرين بأنها دول تتمتع بالهدوء والأمن والأمان وصولا الى تدفق الاستثمارات اليها.
اتخذت القيادة الاردنية جملة من الاجراءات الحصيفة في كافة القطاعات التي تؤكد للعالم الثبات الراسخ في السياسات الاردنية المحلية والخارجية لا سيما في بيئة المال والأعمال ووفرت بيئة خصبة ومحفزة للمستثمرين الراغبين ببدء مشاريعهم في الاردن.
ومن هنا اود الاشارة الى منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة هذا المشروع الوطني الأردني بصبغته العالمية وضع بصمته بقوة على خارطة المناطق الاقتصادية في الاقليم والعالم، من حيث وجود منظومة متكاملة من السياسات والإجراءات والحوافز والبنية التحتية المناسبة مما مكن العقبة في مراحل متباينة ان تصبح الخيار الامثل لمن يطمح بإقامة استثمار مجدي تحت مظلة الامن والاستقرار والاطمئنان.
ان المنهجية والمساعي التي يقودها جلالة الملك نحو تحقيق الحياة الكريمة للأردنيين، رغما عن الظروف الاقتصادية المنهكة والقاسية محليا وإقليميا، وحث جلالته الحكومات لتجعل من الاردن موطنا للاستثمارات وما يرافق ذلك من فتح فرص العمل وانتعاش الاقتصاد الوطني وليأخذ الاردن دوره كلاعب رئيسي وبوابة استراتيجية للمنطقة، هذه المساعي وجدت في مراحل مسؤولين استطاعوا ترجمتها على ارض الواقع ولكن ومع بالغ الأسف ان سوء انتقاء بعض القيادات لمواقع حساسة حرف المسيرة والمسار وضيع فرصا ثمينة وغاية في الاهمية.
وفي مشروع العقبة الخاصة حيث تمتلك المنطقة جملة من الفرص المتنوعة في مجالات السياحة والصناعة والنقل البري والبحري والجوي، باعتبارها نافذة نطل منها على العالم، فان نجاعة هذه التجربة وصلت الى حدود متقدمة جدا، وانعكست بعض ثمارها على حياة الناس، رغم ما عصفت بالعالم تأثيرات الازمة الاقتصادية وكورونا ومن ثم الخريف العربي والازمات السياسية والحروب والحوادث هنا وهناك، ولكن ومع ذلك فان ما تحتاج اليه العقبة هو اعادة تقييم تجربتها والاستفادة من مواطن الخلل وتصويب المسيرة والاستفادة من الواقع الحاصل في المنطقة حاليا بالشكل الامثل واستغلال مقوماتها لأقصى الدرجات مما يرفع من تنافسيتها بقوة وسط التراجع الشديد للمواقع التي كانت تنافس العقبة قبل الربيع العربي.
ثقة جلالة الملك وتفاؤله بالمستقبل كبيرة وهو يراهن على مشروع ( العقبة الخاصة ) وعلى قدرات الاردنيين وكفاءاتهم نحو انطلاقة متجددة في النمو والاستثمار وهذا يؤكد على حقيقة ثابتة باتت معروفة لدى الجميع ، وهي قدرة الأردن على التغلّب دوماً على ألتحديات كدليل على استمرارية القوة لدينا.
العقبة ثروة وطنية نفتخر ونعتز بها ولكنها لغاية اليوم لم تُستثمر بعد الاستثمار المقنع، وبالتالي هي بحاجة إلى رؤية عميقة جدا وواضحة وقدرة تنفيذية عالية تعيد اكتشاف مكنونات العقبة وتطلق قدراتها الدفينة ، وهذا الامل معقود على مايسترو قيادة فريق الادارة الذي يقف ويتفهم حجم التحديات بتفاؤل.
نحن محكومون بقيمة الإنجاز وحجم الأمل ونؤمن بأنه لا بد من التحرك بسرعة لاستثمار ( العقبة الخاصة) ومقتنعون بان الاردن قوي بقيادته الحكيمة وشعبه الطموح المبادر الساعي لتحقيق فرص جديدة لأولئك الذين يتطلعون إلى الأمام.