مؤاب - ذهبت صحيفة "المونيتور" إلى أن إسرائيل ، التي تبني آمالا كبيرة على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تخشى من ردود فعله وقراراته التي قد "تخيب آمالهم".
وبحسب الصحيفة، "تأمل الحكومة الإسرائيلية الحصول على تفويض مطلق من ترامب بشأن قضايا عدة، بما في ذلك الحرب على غزة ومهاجمة البرنامج النووي الإيراني".
وأضافت: "ينتظر العديد من الإسرائيليين بفارغ الصبر ولاية ترامب المقبلة في اعتقاد شبه غامض بأن ولايته الثانية كرئيس للولايات المتحدة ستضع كل شيء في نصابه الصحيح".
واعتبرت الصحيفة، أن "هناك بعض الأدلة التي تلقي بظلال من الشك على هذه الرؤية الوردية للمستقبل".
وقال جي دي فانس، الذي اختاره ترامب لمنصب نائب الرئيس، في مقابلة قبل أسبوع من الانتخابات في أكتوبر/تشرين الأول الماضي: "مصلحتنا إلى حد كبير هي عدم خوض حرب مع إيران".
وفي تصرف يزيد من حدة الغموض وصعوبة توقع ما قد يذهب إليه ترامب في قراراته، نشر الرئيس المنتخب هذا الأسبوع، مقطع فيديو على منصته "تروث" للتواصل الاجتماعي يتضمن شتائم ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وفي مقطع الفيديو، وصف أستاذ الاقتصاد بجامعة كولومبيا جيفري ساكس، أثناء حديثه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي أمام طلاب في كامبريدج، نتنياهو بأنه "ابن عاهرة عميق ومظلم".
واتهمه بالتلاعب بالسياسة الخارجية الأمريكية على مدار الثلاثين عامًا الماضية من خلال إجبار الإدارات المتعاقبة على خوض الحروب في العراق وسوريا والآن إيران.
وأشارت الصحيفة، إلى أن "أكبر معجبي ترامب حتى الآن هو وزير المالية بتسلئيل سموتريش، زعيم الحزب الصهيوني الديني، المقتنع بأن ترامب سيسمح لإسرائيل بضم أراضي الضفة الغربية المحتلة".
وأعلن سموتريش هذا الأسبوع، أنه "بعد تنصيب ترامب، ستخفض إسرائيل المساعدات الإنسانية المقدمة لمواطني قطاع غزة إلى الحد الأدنى الذي يفرضه القانون الدولي".
وقال مصدر دبلوماسي مقرب من نتنياهو شريطة عدم الكشف عن هويته، إن "ترامب واقعي ونتوقع منه أن يفهم أنه من المستحيل هزيمة حماس وإعادة الرهائن دون ممارسة ضغوط حقيقية من خلال فرض الحصار عليها وتقويض قبضتها على قطاع غزة".
وفي حين يستشهد المسؤولون الإسرائيليون أيضًا بتحذيرات ترامب الأخيرة من أن حماس ستدفع ثمنًا باهظًا ما لم تطلق سراح عشرات الأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم منذ 14 شهرًا بحلول وقت توليه منصبه؛ قال مصدر أمني إسرائيلي رفيع المستوى للصحيفة شريطة عدم الكشف عن هويته: "لا نعرف حقًا ما الذي يعنيه الرئيس المنتخب".
وأضافت الصحيفة، أن نتنياهو يعلق آماله على دعم ترامب لتوجيه ضربة عسكرية لعرقلة البرنامج النووي العسكري الإيراني.
ورفض الرئيس المنتخب هذا الأسبوع استبعاد شن هجوم على إيران، قائلاً للصحفيين: "أنا لا أجيب على سؤال حول استراتيجيتنا العسكرية".
ويرى اليمين الإسرائيلي أن "أسوأ السيناريوهات لن يتجاوز رفض ترامب مشاركة القوات الأمريكية في الهجوم، وبالتأكيد سيسمح لإسرائيل بتنفيذ الهجوم ولعب دور رئيسي في مواصلة الضغط على إيران من خلال الحصار البحري والجوي والدفاع عن إسرائيل".
وخلُصت الصحيفة إلى أنه رغم وضع المسؤولين الإسرائيليين، خصوصًا اليمين المتطرف، الكثير من الآمال على دعم ترامب، لكن المسؤولين الإسرائيليين يعترفون بأن إدارة ترامب القادمة لا يمكن التنبؤ بها.
وقال مصدر دبلوماسي إسرائيلي رفيع للصحيفة: "في تقديري، حتى الرئيس المنتخب نفسه لا يعرف بعد ما ينوي فعله، وليس من الواضح ما وراء تهديداته ضد حماس وإيران".