مؤاب - أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، المتكررة عن استعادة السيطرة على قناة بنما جدلا واسعا وردودا من بنما التي أكدت أنه "لا مساومة على السيادة الكاملة" على القناة.
وتقع القناة في دولة بنما ، وتمتد بطول 82 كيلومترا، وتربط ما بين المحيطين الأطلسي والهادي، وتعتبر واحدة من أبرز القنوات المائية الاصطناعية في العالم، وثاني أهم قناة بعد قناة السويس.
تأسست القناة بعد محاولات عدة من دول مختلفة لبنائها، آخرها الولايات المتحدة التي تولت المهمة بعد فشل مشروع فرنسي لتشييدها.
وفي عام 1878 وقّع الفرنسيون معاهدة مع الحكومة الكولومبية لبناء قناة عبر بنما التي كانت آنذاك مقاطعة في كولومبيا.
وبدأت أعمال حفر القناة عام 1881 بقيادة رجل الأعمال الفرنسي فرديناند دي ليسيبس، الذي أدرك العائدات الهائلة التي يمكن أن يحققها المشروع إذا تم إنجازه، فجمع مبلغا كبيرا لتمويله.
لكن الفرنسيين واجهوا صعوبات مادية وتقنية، وعانوا من التضاريس شديدة الصعوبة في المنطقة، فقرروا التخلي عن المشروع الذي تبنته الولايات المتحدة عام 1902، ووقّعت اتفاقية مع بنما، واستحوذت على الآلات والحفريات الفرنسية بما في ذلك سكة حديد بنما عام 1904، وفي العام نفسه بسطت يدها على مشروع القناة بالكامل.
وقد بلغت تكلفة بناء قناة بنما 380 مليون دولار، وشارك في العمليات 40 ألف عامل من 50 بلدا، وخلّفت أعمال حفرها وفاة 20 ألف عامل بسبب الحوادث والأمراض الفتاكة.
وبعد نحو 85 عاما على السيطرة الأمريكية على إدارة قناة بنما، انتقلت إدارتها إلى لجنة مشتركة أمريكية بنمية عام 1979، في عهد الرئيس الراحل جيمي كارتر، ثم تسلمت بنما إدارتها نهائيا في 31 ديسمبر 1999.