"العمل في الأردن... هويةٌ تُحمَل، ومجدٌ يُصنع"..بقلم عطوفة أمين عام المجلس التمريضي الاردني الأستاذ الدكتور هاني النوافلة

مشاركة

مؤاب - قال الله تعالى:

}وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُون { ] التوبة: 105 [

في حضرة يوم العمال العالمي، نرفع أسمى معاني التقدير والفخر لكل مَن جعل من العمل عبادة، ومن الكدّ رسالة، ومن الإتقان سبيلاً للنهضة.

إننا في هذا اليوم، نحتفي بالأيدي البناءة، والعقول النيرة، والقلوب التي تنبض بالولاء. فالعمل في الأردن لم يكن يومًا مجرّد وظيفة تُؤدّى، بل هوية نحملها بفخر، ورسالة نؤديها بإخلاص.

إن هذا الوطن، الذي شُيّد على الكدّ، لا يُدار إلا بالإخلاص، ولا يُحمى إلا بالعطاء، ولن يُكتب مستقبله إلا بأولئك الذين جعلوا من العمل ميثاقًا، ومن التضحية واجبًا.

لقد سطّر العامل الأردني صفحات المجد الحقيقي؛ ذلك المجد الذي لا يُدوَّن في الكتب، بل يُقرأ في العيون المتعبة، ويُرى في الجباه التي لم تنحنِ إلا لله.

وفي هذا السياق، نستذكر كلمات قائد الوطن، جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، حفظه الله ورعاه، حين قال:

"لا قيمة لأي خطط أو مشاريع دون العامل الأردني، فهو من يصنع الفرق، ويحقق الإنجاز، ويبني المستقبل."

كلماتٌ لم تكن حبرًا على ورق، بل تحولت إلى سياسات راسخة ونهج وطني يعكس صدق الانتماء وعدالة الرؤية الهاشمية.

وفي قلب هذا المشهد الوطني، تتجلّى الكوادر التمريضية الأردنية كنموذج للعطاء والرحمة؛ فهم من يقفون في الصفوف الأمامية، ويسهرون على حياة الإنسان بكفاءة علمية وإنسانية لا تُقدّر بثمن.

وإننا، في المجلس التمريضي الأردني، نُجدد عهدنا بدعم هذه المهنة العظيمة، من خلال تطوير الكوادر، وتمكينهم، وتحسين بيئات العمل، وذلك انسجامًا مع توجيهات القيادة الهاشمية، التي جعلت الإنسان الأردني جوهر التنمية ومبتدأها.

ولا يكتمل الحديث عن التمريض دون أن ننحني إجلالًا وتقديرًا لـ صاحبة السمو الملكي الأميرة منى الحسين المعظمة، الراعية الأولى لمسيرة التمريض في الأردن والعالم العربي، على عطائها الممتد، وجهودها النيرة في رفع شأن المهنة والارتقاء بواقع كوادرها، محليًا وإقليميًا وعالميًا.

ختامًا، نقول لكل عاملٍ في الأردن:

أنتم جذرُ الوطن ورافعتُه.

ولكل ممرضة وممرض:

"أنتم وجه الرحمة حين تغيب الوجوه، وصوت الطمأنينة حين يصمت الجميع."

وللقيادة الهاشمية:

عهدُ الوفاء باقٍ، والولاء متجذّر في وجدان كل من يخدم هذا الوطن.

وكل عام وأنتم بخير، وعطاؤكم في ميزان المجد.

 

الكلمات المفتاحية