crossorigin="anonymous">

الاغتراب الحقيقي يبدأ عند العودة للوطن: ملاحظات الطبيب ألاردني محمد المعايطة بعد غربة امتدت الى عقدين من الزمن في بريطانيا

مشاركة

الطبيب محمد بن علي المعايطة

استشاري طب و جراحة الفم و الوجه و الفكين و سرطانات الفم و التشوهات الخلقيه بالإضافه إلى ترميم كسور عظام الوجه و الفكين– لندن سابقًا (من 1991-إلى 2011) / عمّان حاليًا

السيدات والسادة، الزملاء الأعزاء،

أقف اليوم أمامكم لا لأستعرض إنجازًا، ولا لأبحث عن تصفيق،او مركز سياسي او علمي او زيادة عدد المتابعين او اموال او مناصب بل لأحمل إليكم شهادة صادقة امام الله أحاسب عليها يوم الدين ، من طبيب قضى عشرين عامًا في بلاد الغربه في واحدة من أعرق منظومات الطب العالمية، من بريطانيا إلى المانيا و إيطاليا و فرنسا و سويسرا و 7 ولايات أمريكيه مشهوره جدا بالامتياز في الطب و الجراحه و بعدها المكسيك ثم عاد إلى بريطانيا ( اكسفورد ، لندن، برستول، جلاسكو ، دبلن ) و عمل ليلا و نهارا و حصل على الميداليه الذهبيه في زمالات كلية الجراحين الملكيه ( اسمي محفور في كلية الجراحين الملكيه البريطانية في لندن لحصولي على الميداليه الذهبيه لتجمع الأربع كليات الجراحين الملكيه البريطانيه ومن يريد ان يراه هذا هو العنوان

     38-43 Lincoln's Inn Fields, London WC2A 3PE, UK).

مستشار في مستشفى UCLH- في مستشفيات Consultant NHS على لقب بعدما وصلت إلى اعلى ما يتمناه كل طبيب و هو أن يحصل

) في بريطانيا و و في مستشفى لندن الجامعي العريق UCLH بعمر ال 900 سنه لهذا المستشفى و هذه الجامعه (مستشفى الأحلام مستشفى جريت اورموند ستريت GOSH لندن الجامعي لجراحة و طب الاطفال و هو أكبر مستشفيات العالم لجراحة و طب الاطفال

 في كندا.Montreal Hospital for Sick Children مع مستشفى

و بعدها رئيس لقسم الدراسات العليا لدرجتي الماجستير والدكتوراه ، قرَّر الدكتور المعايطه أن الوقت قد حان للعودةِ إلى وطنه، ليخدِم أهل وطنه و بيئته و يُساهم ( كما فعل في بريطانيا بشكل خاص) يساهم في رفع مستوى الطب السريري و الأكاديمي في أردن أرض العزم أغنية الظبى ، نبتَ السَّيوف وحد سيفك ما نبا، في حجم بعض الورد إلا إنَّه ؛ لَكَشَوكِة ردت إلى الشرق الصـبا

ليَصطَدم بواقع لا يُشبه نقاء عِلمه وكفاحه ، ولا يُشبه ما كان يحلم به ، وما يتهيأ له ولا يرقى إلى ما يستحقه ، أو ما يُشبه حُزنه على اكتمالِ ملامِح القَمر بعيدًا عن سماء عَينيه بَعد أن حفظ مِن العِلم الكَثير ، مَسحًا للدُّموع التَّي تحِوِّل مَعانِي الصَّباح في الوجوه ، إلى معاني الذبول من شِدة الألم

أنا طبيب ، من أصول بدويه و فلاحه من منطقه اسمها الكرك, اهلها بسيطين و لكن صلبين في قيمهم و مرنين في عملهم و أوفياء لتراب و طنهم في حجم بعض الورد إلا إنَّه ؛ لَكَشَوكِة ردت إلى الشرق الصـبا يحبون مليكهم و عائلته التي نفتخر بها من مئات السنين، أحمل جذوري ولهجتي أينما ذهبت، وأفخر بذلك. عشت في بريطانيا عقدين من الزمن، لم تذُب فيهم هويتي، ولم تتغير لهجتي، بل بقيت كما علّمنيها ابي و جدي… صلبًا في قيمي، مرنًا في عملي. تفوقت على أبناء تلك الأرض الاجنبيه بلغتهم وفي اختصاصهم، لا لأنني أردني، بل لأنني اجتهدت و كنت انام ٣ ساعات يوميا فقط من لهفتي على العلم و التعلم و نشر الابحاث و براءات الاختراع العديده بل و انقلبت بعدها إلى معلم لهم ، اعلمهم كيف يمسكون المشرط و يرمموا الوجوه ( تخصصي الدقيق)، و اعلمهم كيف يحصلوا على درجات الماجستير و الدكتوراه ، فقدّموا لي ما استحققت. كانوا ينظرون إلى الكفاءة و المثل الطبيه و المهاره الجراحيه و نشر الابحاث و كتابة الكتب. هذا الشاب العربي الذي لم يتجاوز الثلاثين من عمره،،،،فقط، نعم كان عمري 29 سنه فقط، لا يهتمون ان كان اسمي محمد او علي او اسلام او فيليب او جون او بيتر، ولا إلى العشيرة، ولا إلى المظهر و الشعر الأسود و الأشقر و البشرة السمراء و العيون العسليه او الزرقاء و من كان ابوه و جده

.

مستشفى ماونت فيرنون هوسبيتال اثناء مشواري يا ساده، عملت بداية حياتي في

Mount Vernon Hospital, Rickmansworth rd. Northwood

بالتوأمه و الاضافه الى مستشفى “هيرفيلد” العريق ( يبعد 2 كم عن مستشفى ماونت فيرنون)

‏ Harefield Hospital

‏ Harefield Hill End Road

‏ Harefield UB9 6JH

(مستشفى ماونت فيرنون هوسبيتال هو مركز جراحة التجميل و الترميم و الحروق البريطاني الاول و المؤسس للحروب، بني في عام 1902 و اكتسب شهرة كمستشفى الحروب و الترميم في الحرب العالمية الأولى1914-1918.

و الحرب العالمية الثانية (1939-1945): في بداية الحرب، تحول المستشفى إلى مستشفى عام للتعامل مع الإصابات الحربية. في عام 1938، حتى ان كاريدوراته تسع لسيارات الأسعاف حتى يومنا هذا. بعدها اشترت وزارة الصحة البريطانيه 2.75 فدانًا من أرض المستشفى وأقامت عشرة أكواخ لاستيعاب 400 من الإصابات المتوقعة. خلال الحرب، كان للمستشفى 1016 سريرًا، منها 946 مخصصة لبرنامج المستشفى لمرضى الحرب، مع إشغال بنسبة 100%. كما عالج المستشفى بعض الجنود الفرنسيين الجرحى وأسرى الحرب الألمان. اما مستشفى هيرفيلد بجانب مستشفى ماونت فيرنون يبعد 2 كم عن مستشفى ماونت فيرنون و كنا نغطي مرضاه بعياده يوميه للجراحه و للترميم في الفم و الوجه و الفكين .

كنت محظوظا ان اخذت فن الاداره و الطب و أخلاق المهنه و التعامل مع الطواقم في المستشفى من عمال النظافه إلى اكبر الجراحين, من البروفيسور سير مجدي حبيب يعقوب. ولد في مركز بلبيس بمحافظة الشرقية في 16 نوفمبر 1935 السير مجدي حبيب يعقوب، جراح القلب البريطاني المصري الشهير، معروف بعمله الرائد في زراعة القلب والرئة وتشوهات القلب الخلقية. البروفيسور مجدي أسس في مستشفى هيرفيلد عام 1980 مركز زراعة القلب و الرئه و عمليات التشوهات الخلقيه بالقلب و كان البروفيسور سير مجدي يعقوب، الذي كثيرًا ما يناديني لمكتبه ، (يحب ان يتكلم العربيه و يعشق بلاده مصر و مغرم بأم كلثوم مثلي و يمكن تعلمت ذلك منه ) و كان يحب المزاح و الضحك و يرفض ( هذا العملاق العظيم ) ان يناديه الطاقم بالمستشفى بلقب سير او بروفيسور او حتى دكتور مجدي ، كان يحب ان ينادوه بإسم (ماج بالجيم المصريه اختصار مجدي ) ، خاطبني ذات يوم قائلاً: “يا حماده (بدلا من يا محمد من حبه لي) ، سيأتي يوم ينسى فيه الناس مجدي ابن حبيب يعقوب (عمره ما عرّف نفسه بلقب سير او دكتور او بروفيسور الواثق ثقه من نفسه و المتواضع ما بدور القاب سيدي " ) سوف يذكرون فقط الشب الاردني الواد محمد المعايطة

قالها بصدق العالِم، وبعين ترى الموهبة و المثابره لا الجغرافيا أو الديانه او العرق

البروفيسور قال لي ايضا : لقد سبقت عمريا أستاذك البروفيسور كريسبيان سكلي ( (Sir Crispian Scullyو انت لم تدخل الثلاثين من عمرك وهو ذلك العلامه الانجليزي اللي عمره ٣٨ سنه. انت حاله و ظاهره نادره لا تحصل إلا كل مية او ميتين سنه يا حماده….، و حياة المسيح و العدرا ( كان طاهرا نظيفا عفيفا قبطيا مسيحيا مصريا ) لن أعيش لأرى احد مثلك. انت عندك 52 بحث و 9 شهادات و ماجستير و دكتوراه من اكسفورد و زمالات كليات الجراحه الملكيه البريطانيه و لسه عندك ٢٩ سنه، ارحمنا يا ولا، انت بتعمل ده ازاي يا راجل، انت مصنوع من ايه يابني

بعد سنوات عديده في الغربه و صعود السلم الطبي و الشهادات ( ٩ شهادات بعمر ٢٩ عاما من ضمنها الماجستير والدكتوراه و الزمالات في كليات الجراحين الملكيه البريطانية )، كنت أظن أنني مجرد رقم …..نعم ، كنت أظن اني مجرد رقم جواز سفر او رقم نقابه او رقم كلية الجراحين الملكيه البريطانية في بريطانيا،،،،، إلى ان عدت إلى الأردن، واكتشفت أنني كنت في بريطانيا رقمًا محسوبًا… و محسوبا بدقه عاليه ، يحافظوا عليه و يدعموه. إذا احسوا ان الانسان به موهبه ما في اي تخصص ( ليس الطب فقط, اي تخصص) يدعمووووه. أما هنا، في بلدي و وطني و وطن أبائي و اجدادي ،،،،فأنا مجرد رقم ، رقم وطني،،، بلا معنى،،، في منظومة تغلب فيها المجاملة على العلم، واللقب على السيرة الذاتيه، والانتماء الاجتماعي و السياسي و الحزبي على الاجتهاد الشخصي و للأسف أشياء اخرى ايضا لا يصح ذكرها.

كم كنت فخورا قبل اشهر عندما زارني الدكتور العلامه يوسف باشا القسوس طبيب القلب الأردني و ابنه الدكتور طارق ( طبيب قلب ايضا) و ابنته الدكتوره رولا, زاروني في عيادتي و لا تزال كلماته ( هو يقرأها الان) قائلا: يا محمد انت احسن مني بكثير، أنا الخدمات الطبيه و الجيش هو من عمل يوسف باشا القسوس، اما انت يا محمد، عملت نفسك بذراعك و عصاميتك، شكرا يا دكتور يوسف باشا القسوس و هذا وسام أضعه على صدري مدى الحياه. ( الصديق الحميم للبروفيسور الدكتور سير مجدي يعقوب).

ما لفت نظري ايضا، ( اقولها بألم) الغيرة، النميمة، والتقليل من الشأن هي العملة اليومية التي يتعامل بها الكثير من الزملاء، و العملاء في كل مناحي الحياه ( مره اخرى، ليس فقط في الطب بل في كل القطاعات ) مع الأسف..

في بريطانيا، لم يُحسدني أحد، بل دعمني الجميع، احترموني حين أخطأت، وساندوني حين تفوقت. و ترقيت من درجه إلى أعلى بذراعي و دعم منظومتهم الحره. أما هنا، فإن المعيار تغير عليّ كثيرا، أصبح عدد المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي، و”جمال الصورة”، و اللعب بالشعر و الرقص داخل العياده و ليس كما كنت أتوقع عمق السيرة الذاتيه و عدد المقالات العلميه المحكمة دوليا هو المعيار بل اضف لذلك أشياء أخرى اخجل من ان اكتبها بحق وطني للأسف. بعض الاطباء يكتبوا تقارير مزوره و مزيفه لمرضى بان عندهم ( مثلا) كسر بالانف ( كذبا و تزويرا) نتيجة سقوط ليقدموها لشركات التأمين و يعمل الدكتور لهم تجميل انف لتدفع عنهم شركة التأمين ( هذا حرام وليست اخلاق الطبيب و المريض ينصب على شركة التأمين زورا و كذبا و بهتانا)

أما عن الجانب الاقتصادي، فالحقيقة موجعة, موجعه جدا ايها السيدات و الساده، كنت في “هارلي ستريت” في لندن أتقاضى أجورا تعادل أضعاف ما أتقاضاه اليوم في عيادتي في عمّان، ومع ذلك، كنت أعلم أن المرضى هناك في الغرب الاوروبي, يدفعون مقابل جودة وخبرة الجراح او الطبيب اليوم، يتحدث المرضى القادمون من دول الخليج بصراحة مذهلة اعجبتني جرأتهم جدا جدا :

“نأتي اليكم إلى الأردن لأنكم أرخص… لا لأنكم الأفضل.” الأفضل هم العلماء عندنا جبناهم من اقوي الاطباء الاميركان و البريطانيين و الألمان و الفرنسيين حتى أطباءنا السعوديون مستواهم اقوى بكثير منكم و معهم شهادات اكثر منكم و من الاجانب اللي عندنا, لكن سعرهم مثل الاجانب بل و اعلى احيانا و و و ،،، باختصار أغلى بكثير منكم يالأردنيين، لا تصدقوا بأنكم اشطر من أطباء جده و الرياض و دبي و و و ، هم اشطر،،، بس ما نقدر ندفع لهم ماديا ما يطلبوه،،،، فنتجه للاردن و تركيا، و الهند، انتم شاطرين جدا جدا و مين يقدر ينكر, كيف نسلم اطفالنا و بناتنا و انفسنا لكم لولا عبقريتكم " العلميه الطبيه", انتم نشامى العرب دون منازع ,,,,,بس انتم ربع السعر اللي في بلدنا و نفاصلكم و ناخذ السعر اللي نبيه, عندنا في بلادنا و في اوروبا و امريكا مستحيل, حتى الكشفيه عندنا و في اوروبا و امريكا ندفعها على الرسبشن قبل ما نشوف الطبيب و الوقت محسوب و لا نقاش في شئ.

إنه واقع لا يمكن تجاهله. فنحن، كقطاع طبي، أصبحنا نُختار لا لتميّزنا فقط، بل لتواضع الأسعار، شأننا في ذلك شأن بلدان أخرى كما قلت مثل تركيا و الهند، مع كل الاحترام لزملائي الأتراك و الهنود

ولا يسعني إلا أن أعبّر عن دهشتي حين أرى مثلا أن زراعة سن في الرياض أو دبي أو الدوحة تكلف ما لا يقل عن الف إلى ألفي دينار أردني ، بينما لا يتعدى سعرها في عمّان 300 أو 400 دينار (و يفاصلون في الاسعار كمان, غريب). و في لندن و أوروبا و أمريكا – الاجر هو ما بين 3000 إلى 3500 دينار أردني على السن الواحد. فهل نحن أكفاء فعلا ام هي خرافه؟ أم أننا فقط لأننا الأرخص و نفاصل بالأسعار ( و أعيدها: في كل القطاعات ليس فقط في الطب) كأننا نبيع مشاعر المَريض في محلات الخضار أو دكاكين في وسط البلد؟ حتى؛ إنَّه للأسف بعض التخصصات مثل التجميل يقوم بها في الاردن اطباء بدون بورد أردني و بعضهم يعمل التجميل الغير جراحي ( بوتوكس و فلر و ابر نضاره) في صالونات الكوافير بيد طبيب يعطوه مياومه او نسبه على عمله. شيء مقزز و مرفوض جُملة وتفصيلا ، فهذا العمل المشين كالفَصل الذي يَسبق أوانه ، ومع ذلك لا زلت أفتخر بما وصلت إليه. لا زلت أدرس و وأُعلِّم وأعالِج، وأخدم، وأبذل جهدي رغما عن أنفِ الإحباط.

شئ مؤذي جدا و عيب هو ان قله قليله جدا جدا من المرضى الاردنيين للأسف متعلمين ثقافة الشكوي و الاعتداء على الدكتور مع انه المريض يحصل على نتيجه جميله جدا بل افضل مما يتوقع بعشرات المرات و لكن بسبب انهالمريض و أهله حاطط بباله مسبقا استرجاع امواله زورا و ظلما و بهتانا فيهدد الطبيب ( يا عيب الشوم) و يقول له ( سمعتها من زملاء اثق بهم لأنهم بلجنة الشكاوي بالنقابه) و بيهدد الطبيب ::بقابلك بالمحكمه او بالنقابه او بترجعلي اموالي و بكتبلك ورقه ان لا اطالبك مره أخرى اذا رجعتلي اموالي. حيروني و جنوني بالافكار الشيطانيه عنجد يا عيب العيب.

ومع ذلك، لا زلت أفتخر بما وصلت إليه. لا زلت أدرس و اعلم وأعالج، وأخدم، وأبذل جهدي رغم الإحباط. لا زلت أمارس مهنتي بأخلاق البادية الاميه ، واحتراف الغرب في اعلى منظومات الطب العالمي. يكفيني احترام وحب المرضى لي ورضا ربي عليّ ، و رضى والدي علي ( من احد اسباب عودتي للأردن و مثلي الكثير).

من أسباب عودتي للأردن و مثلي الكثير أقولها علنا، انتمائي لوالدي الكَريمين ، لأنَّهما جَعلا مني وطنًا لآلام المرضى التائهين ، ثم لأنني؛ لا أحُب غُروب شُعوري عن عَينيهما التي تَعلَّمتُ مِنهما كِتابة اسمي في الطب عِند كُل تحدٍّ طِبي يُواجِهُني ، وكأنهما ماء زمزم يحييني من جديد ، فلا مَكان للدموع المالحة معهما ، فالملح هُنا قوة أرسم به ذوبان التعب الذي أكل ملامحهما من أجل تحقيق حُلم ابنهم الطبيب ، حتى يُعالجوا تجاعيد الانتظار بالفخر والحُب وتطريز حياتهم بخيوط العلم الدافئة التي ستحميهم من الشمس اذا اشرقت مرتين ، وكان حقا علينا أن نقبل هذين الجَبينين بصلاة فيهما ندعو لهما أن يحفظهما الله ، ثم بحديقة زهور تفوح منها عطور أسمائهم مِن حيث انتهى مشوارهم ، بدأت أول خطواتي عندما قررت العودة لأنهما يرفضان غُروب عِلمي عن بَحر الوطن.

لا أنسى في ٦/٧/١٩٩١ في مطار عمان القديم مقالة والدي لي، يا محمد، تذكر : من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب ، ثم قال: يا ابني ،،،،،إذا عمل أحدكم عملا فليتقنه. و لسان حالي يوم الوداع يقول:

ورجوتُ عيني أن تكفّ دموعها

‏يومَ الوداعِ نشدتُها لاتدمعي

‏أغمضتُها كي لاتفيضَ فأمطرت

‏ايقنتُ أنّي لستُ أملك مدمَعي

‏ورأيتُ حلماً أنني ودَّعْتُهم

‏فبكيتُ مِن ألم الحنين وهُم معي

ختاما ( و اسف عالاطاله)

رسالتي لكم، أن نعيد الاعتبار للكفاءة، أن نصنع بيئة تحتضن العلماء لا تهمّشهم، أن نرفع الطبيب و المهندس و الصيدلي و التاجر او مهما كان المسمى الوظيفي الملتزم ، نعم الملتزم بأخلاقيات المهنة لا صاحب الفلترة والصورة الخادعة الجذابه و الدعايات الكاذبه. وأن نتذكّر أن الإنسان لا يُقاس بمن ابوه و جدّه ( نحترم عاداتنا و تقاليدنا، و احترامنا لشيوخنا و كبارنا ولكن نعطي, لماذا لا نعطي, كل ذي حق حقه)، علينا اختيار الطبيب و المهندس و الصيدلي و التاجر و مهندس التنكنولوجيا الرقميه و و و و تعيينه بمنصب يرفع من مستوى الوطن و نختار من يستحق منصبه، و نحترم لقب طبيب على عدد من عالج و خدم المرضى، ومن علّم الاطباء الجدد الطب الحديث و أخلاق المهنه التي اقسم ان يلتزم بها عند تخرجه من كلية الطب، نفع الله بنا و بهم البلاد و العباد و أعاننا و أعانهم الله على اداء الأمانة و وفقنا و وفقهم و سدد الخطا لنا و لهم.

 نفع الله بهم و بنا العباد و البلاد

اردننا الهاشميه جبل لا يهزه ريح و قيادته هاشميه مصطفويه تعشق شعبها و شعبها يعشقها ، و الله اني عندما كنت في لندن ( ايام المغفور له الملك الحسين "أنا من الاردن" يجاوبوني: ااااه الملك الحسين ،اما الان عندما اقول أنا من الاردن، يجاوبوني : ااااه اااه الملك عبدالله الثاني و الملكه رانيا) عائله اصولها محمديه و عربيه و حجازيه و مكيه. نفتخر بهم و ندعوا لهم لأنه إذا صلح الوالي صلحت الامه و إذا فسد الوالي فسدت الامه

 [الدعاء لولي الامر]

قال الامام احمد ابن حنبل رحمه الله :

اني لأدعوا لولي الأمر بالسداد والتوفيق في الليل والنهار وأرى له ذلك واجبا علي

و قال القاضي الفضيل بن عياض -رحمه اللّٰهُ تَعَالَى

"لو كان لي دعوة مستجابة عند الله ما صيَّرتُها إلا في الإمام، و ولي الأمر

قيل له: وكيف ذلك يا أبا عليّ؟

قال: متى صيرتُها في نفسي لَم تجزني، ومتَى صيرتُها في الإمام؛ فان صلاح الإمام صلاح العباد والبلاد".

السؤال هنا

ما رأيك بمن يمتنع عن الدعاء لولي الأمر؟؟

الجواب:

هذا من جهله، وعدم بصيرته، فالمؤمن يدعو للناس بالخير، والسلطان أولى من ان يدعى له؛ لأن صلاحه صلاح للأمة، فالدعاء له من أهم الدعاء، ومن أهم النصح: أن يوفقه للحق وأن يعينه عليه، وأن يصلح الله له البطانة الصالحه، وأن يكفيه الله شر جلساء السوء، و شر البطانه الفاسده فالدعاء له بالتوفيق والهداية وبصلاح القلب والعمل وصلاح البطانة من أهم المهمات، ومن أفضل القربات، و اكرر عما روي عن الإمام أحمد رحمه الله أنه قال: (لو أعلم أن لي دعوة مستجابة عند الله, لصرفتها للسلطان)

أخيرا

أذكركم ونفسي

 كُن إنساناً ؛ يثبت العيد في القلوب ، إنَّ الإنسانية لكلِّ القلوب شِفاءٌ و أعياد

محمد بن علي المعايطة

استشاري طب و جراحة الفم و الوجه و الفكين و سرطانات الفم و التشوهات الخلقيه بالإضافه إلى ترميم

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الكلمات المفتاحية