"المركز الوطني للأوبئة والأمراض السارية للمرة الرابعة"

مشاركة

الدكتور سعد الخرابشه-وزير صحة أسبق

بعد استقالة الزميلة  الدكتورة رائدة القطب من رئاسة المركز الوطني للأوبئة والأمراض السارية (والتي أكن لها كل الإحترام وأقدّر حماسها وجهدها الكبير في كافة المواقع التي عملت بها ولا يعنيني معرفة أسباب الإستقالة ) ، هل يقتنع دولة رئيس الوزراء بأن الحاضنة الطبيعية للمركز الوطني للأوبئة هي وزارة الصحة وليس خارجها.
لقد قلناها مراراً ومنذ إنشاء المركز مستقلاً عن الوزارة أنه ولد ميتاً ولن يكتب له النجاح بسبب التنافس المتوقع في الصلاحيات مع الوزارة.
كيف لمركز أوبئة مستقل أن ينجح وهنالك أمانة عامة لشؤون الأوبئة في الوزارة يترأسها أمين عام
تم استحداثها بالتزامن مع استحداث المركز ويتبع لها مديرية للأمراض السارية عمرها يتجاوز ربع القرن ومديرية أخرى للأمراض غير السارية.
إن أكبر مراكز العالم في مكافحة الأمراض والأوبئة وهو السي دي سي)(CDC) الأمريكي يتبع وزارة الصحة الفدرالية أو ما يسمى(Department of health and human services ).
أعلم أن الرغبة بإنشاء هذا المركز جاءت من جلالة الملك إبّان استفحال جائحة كورونا وليست من بنات أفكار الحكومة وقد كان يتطلع جلالته لإنشاء مركز متقدم وفعّال على غرار المراكز الأمريكية والعالمية الأخرى، لكن جلالته لم يدخل بالتفاصيل الإدارية وترك ذلك للحكومة والتي سلقت نظامه بشكل سريع وأخرجته على هذا الشكل كجسم موازي لوزارة الصحة ينازعها وتنازعه الصلاحيات بقصد أو بدون قصد.
أقترح على دولة الرئيس وبحس وطني عالي لا يشوبه أي مصلحة شخصية بأن يقوم بتصويب الأمور من خلال دمج هذا المركز بوزارة الصحة تحت مظلة الأمانة العامة لشؤون الأوبئة والرعاية الصحية الموجودة في الوزارة وبحيث يكون الأمين العام أميناً عاماً له ويتم دعم وتمكين هذه الأمانة بكافة الموارد الضرورية اللازمة لتطوير عملها ونجاح مهامها. إن من شأن هذا المقترح لو تم الأخذ به تحقيق ما يلي:
٠١ القضاء على الإزدواجية وتنازع الصلاحيات.
٠٢ الإستفادة من الكوادر الفنية المؤهلة في الوزارة ومن جميع التخصصات المعنية بمكافحة الأمراض والأوبئة على مستوى المركز والميدان. 
٠٣الإستفادة من شبكة المختبرات التابعة للوزارة الضرورية لعمل المركز.
٠٤ توفير المخصصات المالية التي تصرف حالياً على المركز ومرافقه.
هل يفعلها دولة الرئيس، أتمنى ذلك.
والله من وراء القصد
 

الكلمات المفتاحية