لماذا فجّر الإسرائيلي أجهزة إتصال "الحزب" ولم يفعلها مع "حماس"؟

مشاركة

مؤاب - لا شك أنّ الهجومين السابقين (في 17 و18 ايلول) اللذين طالا أجهزة التواصل الخاصة بـ"حزب الله" مما ادى الى اصابة اعداد كبيرة من عناصره وكوادره، يُعدان ثغرة أمنية فاضحة سمحت بالخرق الذي حصل داخل التنظيم الحزبي، خصوصا لجهة إستيراد هذه الأجهزة من الغرب، حيث القاصي والداني يُدرك أنّ "الإستخبارات الإسرائيلية" نشطة في العديد من الدول العربية والأجنبية، وتعمل تحت غطاء مؤسسات وهمية وشركات تكنولوجية التي قد تشكل الملاذ لتحقيق أهدافها الاستراتيجية بأدوات وتقنيات تتطور بسرعة مذهلة.

وعلى الرغم من التفوق التكنولوجي الاسرائيلي والضربة القاسية التي تلقاها الحزب وما اسفر عنهما من نتائج وتأثيرات وعواقب ضربت منظومته العسكرية والأمنية في الصميم، إلّا أنّ السؤال الأبرز ماذا عن أجهزة " البيجر" لدى عناصر حماس في كل من غزّة ولبنان؟ هنا يقول عضو القيادة السياسية للحركة في لبنان أيمن شناعة انه يقتصر استخدامها على الحزب فقط.

لكن مصدرا في حماس، كشف أنّ الحركة بعد عملية "طوفان الأقصى" فرضت على عناصرها إجراءات أمنية أكثر صرامة في عملية التواصل، لتجنب التتبع الاسرائيلي كونها مُلاحقة على الدوام، سواءً داخل القيادة السياسية في غزة، أو مع قيادة "القسام" الجناح المسلح، أو مع القيادة بالخارج، مشيراً الى ان الحركة تستخدم إتصالات سريّة جدا بنظام أرضي خاص، وتتواصل فيما بينها عبر طرق بدائية واحيانا عبر رسائل مكتوبة.

ويقول المصدر، أنّ مهندسي القسام ركبوا مقاسم تحت الأرض، تتصل مباشرةً بهواتف أرضية قديمة جداً في نقاط معينة فوق الأرض، وكان يجري فحصها بإستمرار لمنع إختراقها، وتجري صيانتها بشكل دوري كل شهر، كما لكل قيادي وعنصر، رقم معين ومحدد خاص للاتصال به، في الحالات الطارئة.

ويضيف: رغم ذلك، فإنّ جيش الاحتلال ركز مرات عدّة على إستهداف بعض نقاط الإتصال، ودمر بعضها، كما دمّر أنفاقاً كانت في داخلها مقاسم إتصال رئيسية، وحاول إختراقها، لكنّ ثبت أنّ الأكثر نجاحاً أمام الإعصار السيبراني التي تتفوق به إسرائيل، إعتماد منهجية "الحذر الإستثنائي" بنقل رسائل مكتوبة عن طريق اليد من شخص إلى آخر.

الكلمات المفتاحية