مؤاب - خاص - الحلقة الثانية
سلسلة قصص الغموض - البيت الذي يبتلع الاسرار
الحلقة 2 – الأصوات وراء الجدران
بعد أيام قليلة من استلامه المنزل، بدأ سامر يشعر بأن المكان أصبح أكثر من مجرد جدران وسقف. كل زاوية كانت تحمل صدىً غريباً، وكل غرفة تتنفس كأنها حية. أصوات خطوات خفيفة تتبع خطواته، ووشوشات تحمل أسماء لا يعرفها.
في الليلة الثالثة، أثناء مراجعة ملفات المنزل القديمة، سمع طرقات على الجدران الداخلية، تزداد وتيرتها بشكل غير طبيعي. حاول تجاهلها، لكنه لاحظ شيئاً مروعاً: طاولة في غرفة الطعام تتحرك ببطء، وكأنها تدفعه بعيدًا عن نافذة تطل على الحديقة.
الجيران بدورهم بدأوا يلاحظون تغيّرات غريبة. أحدهم قال إنه شاهد ظلالاً تتحرك خلف نوافذ المنزل في وقت متأخر من الليل، بينما اختفت حيوانات أليفة كانت تتجول في الحي، دون أن يترك وراءها أثر.
ثم جاء اكتشاف أولى جرائم المنزل. في الطابق السفلي، خلف رف كتب قديم، عثر سامر على آثار دماء قديمة على الأرض، ممزوجة ببقايا صغيرة من أشياء مكسورة، مما دل على أن حادثة عنف حدثت هنا من قبل. لم تكن مجرد خيالات، بل واقع دامٍ مخفي لعقود.
الليالي أصبحت أكثر قتامة. الأصوات تتكثف، وأحيانًا كان يسمع صرخات مكتومة كأنها تتسلل من داخل الجدران. سامر حاول الاتصال بالعالم الخارجي، لكنه اكتشف أن الهاتف لا يعمل، والإنترنت مقطوع بطريقة غريبة، وكأن المنزل يفرض عزلة كاملة عليه.
في إحدى الليالي العاصفة، أثناء محاولته الهروب من الأصوات، سمع جملة واضحة، صوت خافت لكن صارم:
– "افتح الباب… لتعرف الحقيقة".
سامر، مرتعبًا لكنه مدفوع بالفضول، أدرك أن المنزل يخبئ شيئًا أكثر من مجرد أصوات وهمية. هناك سر مظلم مرتبط بالاختفاءات الأخيرة، وربما بجرائم وقعت قبل أن يصبح المنزل ملكه.
حينها بدأ يدون كل ما يراه ويسمعه، محاولًا ربط الخيوط بين الأحداث، لكنه لم يكن يعرف أن كل خطوة يخطوها كانت تقربه أكثر من مصيره الغامض، وأن الجرائم لم تنته بعد… وأن النهاية ستكون أكثر دهشة وخوفًا مما يمكن أن يتصور.